Times of Egypt

تفعيل الدفاعات الجوية في طهران ومحافظات إيرانية مع مواصلة إسرائيل ضرباتها

M.Adam

فعّلت إيران دفاعاتها الجوية مساء السبت ضد “أهداف معادية” في أجواء طهران وست محافظات أخرى وفي محيط ميناء بندر عباس، وفق الإعلام الإيراني، في حين توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بضرب “كل هدف تابع للنظام” في الجمهورية الإسلامية.

وفيما لوّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بـ”رد أشد وأقوى” في حال واصلت إسرائيل ضرباتها، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي أنه استهدف السبت أنظمة دفاع جوي في منطقة طهران و”عشرات” منصات إطلاق صواريخ أرض – أرض.

وفي حين شدّدت إسرائيل على أن سلاح الجو بات يتمتع بـ”حرية الحركة” في غرب الجمهورية الإسلامية وصولا إلى العاصمة طهران، أعلن جيشها السبت أنه قصف منشأة تحت الأرض تضم صواريخ أرض-أرض وكروز في مدينة خرم آباد.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين “أقمنا منطقة نحظى بها بحرية الحركة في الأجواء من غرب إيران وصولا إلى طهران… لم تعد طهران بمأمن” مضيفا أن سلاح الجو “شن ضربات واسعة شاركت فيها أكثر من 70 طائرة مقاتلة على أهداف في طهران”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “سنضرب كل موقع، كل هدف تابع للنظام”، مضيفا “وجهنا ضربة فعلية لبرنامجهم النووي”.

وتابع “لقد عبّدنا طريقا الى طهران. قريبا جدا سترون الطائرات الإسرائيلية، سلاح جوّنا، طيّارونا، في سماء طهران”.

كما أكد نتانياهو أن الضربات في إيران تحظى بـ”دعم صريح” من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال “عدونا هو عدوكم.. نحن نتعامل مع أمر سيهددنا جميعا عاجلا أم آجلا. انتصارنا سيكون انتصاركم”.

من جهته، أكد ترامب أنه توافق ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي السبت، على أن النزاع الحالي بين إسرائيل وإيران “يجب أن ينتهي”.

وكتب على منصته تروث سوشال ان بوتين “يشعر، مثلي، بأن هذه الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي كذلك”، في إشارة الى الحرب بين موسكو وكييف.

بالتوازي، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني ووكالة تسنيم بأن الدفاعات الجوية “بدأت تنشط ضد أهداف معادية” فوق طهران ومحافظات هرمزكان (جنوب) وكرمنشاه (غرب) وقم (وسط) وأذربيجان الغربية (غرب) وخوزستان (جنوب غرب).

كما أفاد التلفزيون بتفعيل الدفاعات الجوية في محيط بندر عباس، أهم موانئ البلاد الواقع في جنوبها “للتصدي لمسيّرات صغيرة”، دون تقديم تفاصيل.

كما تسبّب هجوم بطائرة مسيرة على أحد أقسام حقل بارس الجنوبي للغاز الى انفجار وحريق، بحسب الاعلام المحلي.

وأطلقت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على إيران استهدف أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي وأسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين.

ردا على ذلك، أطلقت إيران التي تنفي تطوير أسلحة نووية، عشرات الصواريخ على إسرائيل قائلة إنها استهدفت منشآت عسكرية. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض معظمها، لكن تم تسجيل أضرار كبيرة في منطقة تل أبيب.

  • “20 قائدا إيرانيا” –

وأسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية على الدولة العبرية الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات بجروح في تل أبيب، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي عن إصابة سبعة من جنوده بجروح طفيفة إثر سقوط صاروخ في وسط البلاد، حيث تقع وزارة الدفاع ومقر قيادة الجيش.

وفق الجيش الإسرائيلي، أسفرت ضرباته الجوية عن مقتل أكثر من 20 قائدا عسكرية من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وحسين سلامي قائد الحرس الثوري وقائد القوة الجوفضائية للحرس أمير علي حاجي زاده.

كما أعلن التلفزيون الإيراني السبت مقتل ضابطين في هيئة الأركان هما غلام رضا محرابي ومهدي رباني.

كما أسفرت الضربات منذ الجمعة عن مقتل تسعة علماء نوويين، بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني.

وقدمت إسرائيل حصيلة مماثلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي “تدمير” مصنع لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط) وقاعدة عسكرية في تبريز (شمال غرب).

غير أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قالت إن الأضرار في أصفهان وموقع فوردو جنوب طهران كانت محدودة.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلا عن معلومات إيرانية أن القسم فوق الأرض من منشأة فوردو “دُمر” غير أنه لم يسجل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع فيها.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الجمعة مبانٍ سكنية أيضا، عن سقوط 78 قتيلا وأكثر من 320 جريحا بينهم “غالبية كبرى من المدنيين”، بحسب سفير الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني.

  • لا تفاوض في النووي –

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنّه “إذا واصل (المرشد الأعلى آية الله علي) خامنئي إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإنّ طهران ستحترق”.

وفي إيران، توعد الرئيس مسعود بزشكيان إسرائيل بـ”رد أقوى” في حال واصلت ضرباتها.

ووفق بيان صادر الرئاسة، فقد قال بزشكيان خلال اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إن “استمرار العدوان الصهيوني سيلقى ردا أشد وأقوى من القوات المسلحة الإيرانية”.

واتهم بزشكيان واشنطن بـ”عدم النزاهة” على خلفية دعم إسرائيل، في ظل “تنسيق النظام الصهيوني مع الولايات المتحدة في عدوانه على الأراضي الإيرانية في خضم المفاوضات”.

وأكدت سلطنة عمان السبت إلغاء جولة المباحثات بين طهران وواشنطن التي كانت مقررة الأحد لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأتى ذلك بعدما اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ “لا معنى” لهذه المحادثات في ظل الضربات الإسرائيلية.

أكد بزشكيان في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، أن طهران لن تفاوض بشأن ملفها النووي اذا واصلت إسرائيل ضرباتها.

ونقلت الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان قوله إن طهران “لن تقبل طلبات غير عقلانية تحت الضغط ولن تجلس الى طاولة المفاوضات بينما يواصل النظام الصهيوني هجماته”. من جهته، كتب ماكرون عبر إكس انه حثّ نظيره على “العودة سريعا الى طاولة المفاوضات”.

وأكد مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته أن بلاده لا تزال تريد إجراء محادثات. وقال “ما زلنا نأمل في إجراء المباحثات” مع إيران.

وكان ترامب حضّ عقب أولى الهجمات الإسرائيلية الجمعة، إيران على “إبرام اتفاق” بشأن ملفها النووي محذّرا بأن الضربات التالية ستكون “أكثر عنفا”، ووصف الضربات الأولى بأنها “ممتازة”.

  • حرب مدمّرة” –

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل السبت بدفع الشرق الأوسط نحو “دوامة عنف خطرة”.

وقال عراقجي خلال اتصال مع نظيره الصيني وانغ يي “هذا العدوان يدفع المنطقة إلى دوامة عنف خطرة. ردت إيران وستواصل الرد بشكل حازم على هذه الممارسات الوحشية للكيان الصهيوني”، بحسب الخارجية في طهران.

بدوره، أكد وانغ يي دعم بلاده لطهران في “الدفاع عن حقوقها المشروعة”، بحسب الخارجية الصينية التي أفادت أنه أجرى كذلك اتصالا آخر مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر السبت بصدد إرسال معدات إلى الشرق الأوسط “بما في ذلك الطائرات الحربية، وذلك لأغراض الدعم الطارئ”.

ويقول خبراء إن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يثير مخاوف من نزاع طويل الأمد في المنطقة.

في هذه الأثناء، أفاد مسؤولان عراقيان بأنّ بغداد أجرت اتصالات مع طهران وواشنطن للنأي بنفسها عن النزاع، في ظل المخاوف من اتساع رقعته.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من خطر اندلاع “حرب مدمّرة” بين إسرائيل وإيران.

وكان آخر هجوم أعلنته إسرائيل على إيران في تشرين الأول/أكتوبر 2024، عندما نفذت ضربات على أهداف عسكرية ردا على إطلاق نحو 200 صاروخ إيراني باتجاه أراضيها. وجاءت الضربات الإيرانية ردا على هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه واستهدف قنصليتها في دمشق.

شارك هذه المقالة