شارك الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، في المؤتمر السنوي العاشر للطب النفسي بالقوات المسلحة، حيث استعرض تطورات مشكلة المخدرات من واقع تقرير الأمم المتحدة، وانعكاساتها على المستوى المحلي، إلى جانب الجهود التي ينفذها الصندوق بالتعاون مع مختلف الجهات لخفض الطلب على المخدرات في مصر.
وأوضح عثمان أن تقرير الأمم المتحدة لعام 2025 أشار إلى أن 316 مليون شخص تعاطوا المخدرات حول العالم، بزيادة قدرها 20% خلال العقد الأخير، فيما تُسجَّل نحو 500 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب التعاطي. كما أكد التقرير وجود علاقة وثيقة بين تجارة المخدرات والجريمة المنظمة والعنف وتدفقات الأموال غير المشروعة، إذ تمثل تجارة المخدرات أكثر من 50% من النشاط الاقتصادي للجماعات الإجرامية المنظمة عالميًا.
وأشار التقرير إلى أن الشباب من الفئة العمرية بين 15 و19 عامًا هم الأكثر عرضة للوفاة بسبب المخدرات بنسبة 45% مقارنة بالبالغين، محذرًا من تصاعد خطر المخدرات الاصطناعية التي تضاعف تأثيرها عدة مرات مقارنة بالهيروين، وتتطلب استجابات غير نمطية لمواجهتها.
وأضاف عثمان أن العالم يعاني من فجوة علاجية كبيرة في التعامل مع الإدمان، إذ يحصل مريض واحد فقط من كل 11 حالة على خدمات العلاج، بينما تتاح هذه الخدمات لامرأة واحدة من بين 17 حالة.
وأكد أنه في مصر يتم توفير جميع خدمات العلاج مجانًا وسرًّا تامًّا ووفقًا للمعايير الدولية، من خلال مراكز “العزيمة” التابعة للصندوق أو الشريكة معه عبر الخط الساخن 16023، والبالغ عددها 35 مركزًا في 20 محافظة، بعدما كانت لا تتجاوز 12 مركزًا في سبع محافظات فقط عام 2014.
وأشار إلى أن الصندوق يمثل الآلية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات في مصر، ويعتمد على خدمات وقائية وعلاجية عالية الجودة مبنية على الأدلة العلمية، ضمن محاور الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات التي أُطلقت تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح أن الصندوق ينفذ برامج تستهدف المؤسسات التعليمية والشبابية، إلى جانب برامج موجهة للأسرة للوقاية والاكتشاف المبكر، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للمخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تدعم قدرة الشباب على رفض التعاطي.
وأشار عثمان إلى أن حملة “أنت أقوى من المخدرات” تُعدّ من أبرز المبادرات التوعوية التي أطلقها الصندوق، إذ زادت الاتصالات على الخط الساخن بنسبة 500% بعد إطلاقها، وحققت أكثر من 190 مليون مشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما حصدت المركز الثالث دوليًا في مسابقة دبي للأعمال الإبداعية، وعُرضت تجربتها كقصة نجاح في المؤتمرات الدولية.
وأوضح أن الصندوق نفّذ خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 خدمات علاجية لنحو 114,717 مريضًا جديدًا ومتابعًا، إلى جانب 13,717 نشاطًا توعويًا متنوعًا في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب والمناطق المطورة وقرى مبادرة “حياة كريمة”.
واختتم عثمان بالتأكيد على أن جهود الصندوق تمتد ما بعد العلاج لتشمل إعادة التأهيل والإدماج المجتمعي، من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، والتدريب المهني، والتمكين الاقتصادي للمتعافين، إضافة إلى تكثيف حملات الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات بين العاملين في الجهاز الإداري للدولة والسائقين المهنيين وسائقي الحافلات المدرسية، بالتعاون مع الجهات المعنية.