عبد القادر شهيب..
اكتفى ترامب بإعلان ثقته في أن مصر والأردن.. سوف تستجيبان لطلبه بتهجير أهل غزة لهما، رغم رفضهما الصارم له، وسكت عن الحديث حول رفض أهل غزة.. لترك أرضهم والهجرة إلى مصر والأردن.. فماذا الرئيس ترامب بفاعل مع هذا الرفض الفلسطيني؟! ماذا هو بفاعل لإجبار أهل غزة على ترك أرضهم، والهجرة إلى كل من مصر والأردن؟!
هل سيسمح لقوات الاحتلال بالعودة إلى القتال واستئناف الحرب؟ رغم أن مبعوثه الشخصي في المنطقة يطلب من إسرائيل،ويضغط على نتنياهو..للاستمرار في اتفاق الهدنة، وصفقة الإفراج عن المحتجزين.. بكل مراحلها الثلاث!
هل سيدفع ترامب بقوات أمريكية إلى غزة.. لتنفيذ التهجير قسراً، رغم أنه وصف الحرب الإسرائيلية ضد غزة، بأنها.. ليست حرب أمريكا، وهو ما يعني أنه ليس مستعداً للتورط فيها!
إن هذا يُبين ارتباك الرجل، وعدم إحاطته بكل جوانب الأمر، وأنه يتسرع في اتخاذ مواقف.. دون الإلمام بكل تداعياتها. هكذا كانت تجربة العالم مع ترامب.. في ولايته الأولى. وكان البعض يأمل أن يختلف في الحال في ولايته الثانية، ويتخلى عن تسرعه واندفاعه هذا. وألا يتخذ مواقف.. إلا بعد خضوعها للدراسة الكاملة؛ خاصة وأن قراراته ومواقفه، لا تؤثر في أمريكا وحدها.. ولكن يبدو أن ترامب في الولاية الثانية، سيكون هو ترامب ف الولاية الأولى، بل ربما يكون أكثر اندفاعاً، وأكثر تسرعاً.. وأنه سوف يفاجئ العالم بقرارته وتصرفاته، ومواقفه.. غير المدروسة والصادمة.. ويشهد على ذلك، طلبه بتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن!
وبذلك، نحن مقبلون على مرحلة شديدة الارتباك والفوضى والتخبط،يعيش فيها عالمنا. وللأسف سيكون لنا نصيب من تداعياتها.. وهذا أمر يحضنا على اليقظة الدائمة، والحذر والحرص.. على اتخاذ أفضل المواقف.. لمواجهة هذه التداعيات، وتفادي عواقبها.. التي يبدو أنها ستكون أشد على عالمنا، مما جلبه ترامب له في ولايته الأولى؛فهو بدأ هذه الولاية الجديدة.. شاهراً سيفه في وجوه الجميع.. الصين وأوروبا والمكسيك والدنمارك وبنما والعرب والفلسطينيين!
نقلاً عن «فيتو»