في أول لقاء من نوعه منذ 25 عامًا بين رئيس أميركي ونظير سوري، كشف البيت الأبيض اليوم الأربعاء، عن تفاصيل الاجتماع المغلق الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع على هامش القمة الخليجية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض.
ووفقًا لما صرح به المتحدث باسم البيت الأبيض، فقد دعا الرئيس ترامب نظيره السوري إلى الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية الموقعة بين دول عربية وإسرائيل، مشددًا على أهمية هذا الانضمام لتحقيق “سلام شامل” في الشرق الأوسط.
كما طلب ترامب من الشرع ترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها الولايات المتحدة كـ”منظمات إرهابية” من الأراضي السورية، معتبرا أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز الاستقرار الإقليمي. وضمن محور مكافحة الإرهاب، طالب الرئيس الأميركي سوريا بالتعاون مع واشنطن لمنع عودة تنظيم “داعش” إلى الساحة مجددًا.
في المقابل، أبدى الرئيس السوري أحمد الشرع انفتاحًا على التعاون الاقتصادي، حيث دعا الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز داخل سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد السوري الذي أنهكته سنوات الحرب والعقوبات الدولية.
ويأتي هذا اللقاء المفصلي في ظل تغيرات جذرية تشهدها السياسة السورية، حيث تحاول دمشق الخروج من إرث أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، والدخول في مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والاقتصادي.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أن بلاده ستبدأ إجراءات لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تعود إلى عام 1979 عندما أدرجت واشنطن دمشق على قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأكد الرئيس الأميركي أنه يسعى لمنح سوريا “فرصة حقيقية للسلام والازدهار” في عهد الشرع.
جدير بالذكر أن الاجتماع بين الرئيسين عقد خلف أبواب مغلقة، ولم يُسمح لوسائل الإعلام بحضوره، ما أضفى مزيدًا من الزخم والتكهنات حول فحوى المباحثات وأبعادها المستقبلية.