في خطوة تصعيدية جديدة ضمن معركته التجارية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، عزمه فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الدول خلال الأسبوع الحالي، دون أن يحدد هذه الدول بالاسم، مكتفيًا بالإشارة إلى أن هذا القرار سيكون جزءًا من “مسعى واسع النطاق” قد يساعد أيضًا في معالجة مشكلات الموازنة الأميركية.
خلال تصريحاته، قال ترامب: “سأعلن ذلك الأسبوع المقبل، لتكون هناك تجارة تبادلية نحظى فيها بمعاملة متساوية مع الدول الأخرى… لا نريد أكثر من هذا ولا أقل”. تأتي هذه الخطوة اتساقًا مع وعوده الانتخابية بفرض رسوم على الواردات الأجنبية تعادل الرسوم التي تفرضها الدول الأخرى على الصادرات الأميركية.
تحذيرات من اندلاع حرب تجارية
تزامنت تصريحات ترامب مع تحذيرات أطلقتها مديرة منظمة التجارة العالمية من مخاطر اندلاع حرب تجارية شاملة إذا تم تنفيذ هذه الخطط، وهو ما قد يفاقم التوترات التجارية العالمية.
خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، أشار ترامب إلى أن الرسوم الجمركية على السيارات ما زالت قيد النقاش، رغم تقارير سابقة تحدثت عن إعفاءات محتملة لبعض الدول.
خطط لتحفيز الميزانية عبر الرسوم
وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة، أبلغ ترامب عددًا من المشرعين الجمهوريين بخططه لرفع الرسوم الجمركية أثناء مناقشة الميزانية في البيت الأبيض يوم الخميس. وتهدف هذه الرسوم إلى تعزيز إيرادات الميزانية، مما يسهم في تمويل التخفيضات الضريبية التي أُقرت في عام 2017.
ويرى محللون مستقلون أن هذه التخفيضات قد تزيد الدين الأميركي بمليارات الدولارات. ومع ذلك، يعتقد ترامب ومستشاروه أن زيادة الرسوم الجمركية قد تعوض جزءًا من هذه التكلفة، رغم أن الرسوم لم تشكل سوى 2% من العوائد السنوية في السنوات الأخيرة.
التراجع بعد ردود فعل المستثمرين
في خطوة سابقة، فرض ترامب رسومًا بنسبة 25% على كندا والمكسيك، لكنه قرر إرجاء تطبيقها بعد ردود فعل سلبية من المستثمرين. جاء ذلك عقب اتفاق الشريكين التجاريين الأكبر للولايات المتحدة على تعزيز جهود إنفاذ القانون على الحدود، وهو مطلب رئيسي من إدارة ترامب.
مؤشرات اقتصادية متراجعة
انعكست التحركات التجارية لترامب على الاقتصاد الأميركي، حيث تراجع مؤشر ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوياته خلال سبعة أشهر في فبراير/ شباط. كما سادت نظرة تشاؤمية بين الجمهوريين، مع توقع ارتفاع معدلات التضخم بسبب الرسوم الجمركية.
يسعى ترامب وحزبه الجمهوري إلى طرح حزمة طموحة من الضرائب والإنفاق مطلع الأسبوع، بعد اجتماع استمر خمس ساعات في البيت الأبيض. لكن هذه الحزمة قد تواجه صعوبات كبيرة في الكونغرس، حيث يسيطر الجمهوريون على أغلبية طفيفة، ما يجعل الاعتماد على قواعد الميزانية المعقدة لتجاوز المعارضة الديمقراطية ضرورة حتمية.
تحذيرات للمنافسين التجاريين
خلال جلسة تأكيد تعيينه، حذر مرشح ترامب لمنصب الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير من أن الدول التي ترغب في المحافظة على دخولها إلى السوق الأميركية “ستحتاج إلى تقليص الحواجز أمام الصادرات الأميركية”، مشيرًا بشكل خاص إلى فيتنام.
وقال جرير: “إذا تأكد تعييني، سأذهب إلى هذه الدول لأشرح لها أنها إذا أرادت الاستمرار في دخول الأسواق الأميركية، فنحن بحاجة إلى معاملة تبادلية أفضل”.