عبدالقادر شهيب
إذا سأل صحفي الرئيس الأمريكي ترامب.. عن وحشية قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهل غزة، أجاب أنه يرى آلام الرهائن الإسرائيليين.
وإذا سأله صحفي آخر عن تدمير مدينة غزة.. وطرد سكانها منها، أجاب: ما أراه فقط ما حدث في السابع من أكتوبر، وهجوم حماس على سكان المستوطنات الإسرائيلية.
أما إذا سأله صحفي ثالث.. ماذا هو فاعل لإنهاء مأساة أهل غزة، التي امتدت لعامين حتى الآن؟ أجاب إنه مهتم بإنهاء مأساة الرهائن الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حماس!
وهكذا ترامب لا يرى إلا السابع من أكتوبر فقط، والهجوم الذي قامت به حماس ومنظمات أخرى.. على مستوطنات غلاف غزة. ولم يرَ ما فعلته قوات الاحتلال والمتطرفين في إسرائيل.. من اعتقال للفلسطينيين وقتل شبابهم، وحصارهم وخنقهم، وسلبهم مقومات الحياة، وسلب أرضهم وزرعها بالمستوطنين اليهود، والاعتداءات التي لا تتوقف على أهل غزة والضفة الغربية، وتهويد القدس الشرقية، وعزلها عن محيطها..
وكل ذلك حدث قبل السابع من أكتوبر.. ولا يرى ما حدث بعده أيضاً.. من وحشية قوات الاحتلال، والإبادة الجماعية والتجويع الممنهج لأهل غزة وتدمير مقومات الحياة فيها، ومنع المساعدات المقدمة لهم، وعمليات تهجيرهم.
ترامب لا يرى إلا السابع من أكتوبر، ولا يرى ما كان يحدث قبله ولا ما حدث بعده.. لا يرى مأساة مليونين من أهالي غزة؛ ولكنه مهتم فقط بمصير عشرات المحتجزين الإسرائيليين في غزة..
ترامب يغمض عينه متعمداً.. حتى لا يرى جرائم إسرائيل في غزة، رغم أن هناك أمريكيين يرونها بوضوح، وتأذوا بها، ولذلك خرجوا للشارع.. يحتجون عليها ويطالبون بإنهاء تلك الحرب الوحشية.
ولذلك أرجو أن نوفر مناشدتنا لترامب وإدارته.. للضغط على إسرائيل، لتوقف حرب الإبادة والتدمير والتهجير. وأن نبدأ في ممارسة ضغوط حقيقية.. على ترامب نفسه، لأنه شريك إسرائيل في هذه الحرب، ولدينا ما نلوح بالتهديد به.. لمصالح أمريكا لدينا.
نقلاً عن« فيتو»