عبدالقادر شهيب
بعد ساعات قليلة فقط.. من سقوط بشار الأسد، وهروبه خارج سوريا، بدأت عملية تدمير الجيش السوري.. بواسطة إسرائيل؛ في غياب مجرد احتجاج.. من قبَل القادة الجدد لسوريا، وفي ظل غياب أي مقاومة عسكرية سورية.. حتى ولو كانت رمزية!
لم تكتفِ إسرائيل بالتهام مساحات جديدة من الأراضي السورية، لتضاف إلى الجولان.. المحتل منذ يونيو 67، وإنما سعت – بشكل مكثف – لاستهداف البنية العسكرية للجيش السوري، وقواعده الجوية والبحرية والصاروخية، وأسلحته المختلفة المتنوعة؛ حتى لا تقوم له قائمة في المدى المنظور والقريب، وحتى يصير ضعيفاً جداً، وبلا أنياب.. عندما يعاد بناؤه مجدداً.. في المستقبل غير المعروف؛ خاصة أن هناك تنظيمات مسلحة، لن تتخلى عن أسلحتها بسهولة!
والمثير، أن لا أحد في سوريا اهتم بذلك.. وسط فرحة البعض بالتخلص من حكم بشار الأسد، وانشغال المنظمات المسلحة.. باستلام السلطة وتقاسمها، وإحكام سيطرتها على مؤسسات الدولة، والتزام قادة الجيش منازلهم، وهجرة ثكناتهم ومواقعهم..
وصمت أمريكي.. يعكس ترحيباً بما تقوم به إسرائيل، والتماس التبريرات لها.. التي تقول إنها تخشى سيطرة تتظيمات إرهابية على أسلحة الجيش، لذلك تدمرها! وغياب رد عربي رسمي.. يرتقي إلى مستوى الجريمة الإسرائيلية.
إن أمريكا – عندما غزت العراق عام 2003 – قامت بحل وتفكيك الجيش العراقي، لكنها في سوريا.. تركت مهمة التخلص من الجيش السوري لإسرائيل. وكما رأينا النتائج الكارثية لحل الجيش العراقي، سوف نرى آثاراً كارثية أيضاً.. لتدمير الجيش السوري.
لقد أدى حل الجيش العراقي.. إلى صعود التنظيمات الارهابية، وسيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية. أما تدمير الجيش السوري، فإن نتائجه لن تقتصر على ذلك فقط، وإنما سيُدخل منطقتنا في حقبة إسرائيلية؛ تتمكن فيها من فرض سطوتها، وهيمنتها.. على أبناء هذه المنطقة.
نقلاً عن «فيتو«