في إطار تحركات دبلوماسية رفيعة المستوى، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من وزراء خارجية الدول الإقليمية والدولية، لبحث التطورات المتسارعة في سوريا وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة. هذه التحركات جاءت بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية لتعزيز الجهود الرامية لوقف التصعيد وإرساء الاستقرار.
تواصل الوزير عبد العاطي مع وزراء خارجية تركيا، سوريا، إيران، والإمارات، لمناقشة المستجدات الميدانية في شمال سوريا. وشدد خلال الاتصالات على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة وسيادة الدولة السورية وأهمية حماية المدنيين، مشيرًا إلى خطورة التصعيد الراهن على الأمن الإقليمي.
وأكد الوزير ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لوقف التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع بما يهدد استقرار المنطقة، مجددًا رفض مصر الكامل لإثارة النعرات الطائفية أو انتهاك سيادة الدول. كما بحث الوزير مع نظيريه الأمريكي، أنتوني بلينكن، والروسي، سيرجي لافروف، سبل استعادة الأمن والاستقرار في سوريا.
وفي سياق آخر، هنأ الوزير عبد العاطي “كايا كالاس”، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، بمناسبة توليها المنصب. وأكد تطلعه لتعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيدًا بتطور العلاقات الثنائية بعد توقيع الإعلان السياسي لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
تناول النقاش أيضًا تطورات الأوضاع في غزة وسوريا، حيث أكد الوزير على أهمية تحقيق تهدئة فورية، وتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المناطق المتضررة.
واستعرض الوزير نتائج زيارته إلى السودان، التي جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية لدعم المؤسسات السودانية وحماية وحدة وسلامة أراضيها. كما تناول جهود مصر لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
وفيما يخص القرن الإفريقي، شدد الوزير على دعم مصر لسيادة الصومال ووحدة أراضيه، مع التأكيد على ضرورة تعزيز مؤسسات الدولة لمكافحة الإرهاب.
أكد الوزير أن قضية الأمن المائي تعد “قضية وجودية” بالنسبة لمصر، مشددًا على رفض أي تنازل في هذا الملف، وضرورة حماية حقوق مصر المائية بما يتماشى مع القوانين الدولية.
من جانبه، صرح السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن مصر ترى ضرورة إطلاق مفاوضات سياسية سورية – سورية بعيدًا عن النفوذ الإقليمي والدولي الذي يهدد استقرار المنطقة. وأضاف أن التحركات الدبلوماسية المصرية تهدف لمنع تفاقم الأوضاع في سوريا، وسط مشهد إقليمي معقد يمتد تأثيره من غزة إلى لبنان وسوريا.