أعلنت جامعة الدول العربية، مساء الخميس، عن تأجيل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي كان من المقرر انعقاده يوم الأحد المقبل بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، إلى موعد لاحق لم يتم تحديده.
جاء الإعلان الرسمي من جامعة الدول العربية دون تقديم تفاصيل إضافية عن أسباب التأجيل، مكتفيةً بالإشارة إلى أن الاجتماع تأجل إلى موعد لاحق.
من جانبها، أكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية الخبر، مشيرة إلى أن الاجتماع، الذي كان مرتقبًا لمناقشة القضايا العربية الراهنة، لن يُعقد كما كان مخططًا له.
أجندة الاجتماع المؤجل
كان من المفترض أن ينعقد الاجتماع بناءً على طلب مشترك من فلسطين والعراق، بهدف تسليط الضوء على تطورات الأوضاع في سوريا واستمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة والضفة الغربية.
في هذا السياق، أوضح السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لفلسطين لدى جامعة الدول العربية، في تصريحات سابقة، أن الاجتماع كان سيتناول “استمرار جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أهمية تحرك عربي موحد لمواجهة تلك الجرائم.
يأتي تأجيل الاجتماع في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات معقدة، خاصة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، يبقى الملف السوري محورًا رئيسيًا للنقاش العربي في ظل التوترات المستمرة والتحديات الإنسانية المتفاقمة.
رغم غياب التفاصيل عن أسباب التأجيل، يُتوقع أن يتم تحديد موعد جديد قريبًا لاستكمال النقاشات حول القضايا المطروحة. كما ينتظر أن يشهد الاجتماع المرتقب مواقف عربية أكثر وضوحًا تجاه التطورات الميدانية، وسط دعوات متزايدة لتعزيز الوحدة العربية في مواجهة التحديات المشتركة.
اندلاع حرب غزة
منذ امنذ السابع من أكتوبر2023، تشهد غزة إبادة جماعية تقودها إسرائيل بدعم أمريكي، أسفرت عن أكثر من 50 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء. كما فُقد أكثر من 11 ألف شخص وسط دمار واسع النطاق ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين. هذه المأساة الإنسانية المستمرة تثير تساؤلات عن دور المجتمع الدولي وضرورة تحرك عاجل لوقف نزيف الدم.
دعوة سوريا لاجتماع طارئ
في ظل تصاعد الأوضاع في غزة، دعت سوريا إلى اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كان من المقرر عقده يوم الأحد القادم، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السورية عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
ومع ذلك، أعلنت الجامعة العربية مساء الخميس عن تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق، دون تقديم تفاصيل إضافية حول الأسباب أو تحديد جدول زمني جديد.
في الوقت ذاته، تشهد سوريا تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا. فمنذ 27 نوفمبرالماضي، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات الجيش السوري في عدة مناطق، حيث شهدت الأيام الأخيرة تحولات ميدانية كبيرة.
سيطرة المعارضة على حلب وإدلب: يوم الجمعة، تمكنت الفصائل المسلحة من دخول مدينة حلب، وفي اليوم التالي، أعلنت سيطرتها الكاملة على محافظة إدلب.
تقدم نحو حماة: عقب السيطرة على حلب وإدلب، واصلت المعارضة زحفها نحو محافظة حماة وسط البلاد، حيث دخلت مدينة حماة مساء الخميس، في خطوة تمثل تصعيدًا إضافيًا للصراع.
عملية “فجر الحرية”
مع مطلع شهر ديسمبر الحالي، أطلق الجيش الوطني السوري عملية عسكرية تحمل اسم “فجر الحرية”، بهدف إحباط محاولات إنشاء ممر إرهابي يمتد بين مدينة تل رفعت في محافظة حلب والمناطق الشمالية الشرقية من سوريا. هذه العملية تأتي في إطار السعي لاستعادة السيطرة وتعزيز الأمن في مناطق النزاع.