شهدت مدينة نيويورك حدثًا استثنائيًا في عالم المقتنيات التاريخية، حيث أعلنت دار المزادات العالمية “سوذبيز”، أمس الجمعة، بيع ساعة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بسعر 840 ألف دولار أمريكي. وتحمل هذه القطعة النادرة بين طياتها تاريخًا حافلًا بالأحداث والذكريات، مما جعلها محط اهتمام عشاق التحف والمقتنيات الفريدة.
ساعة بتصميم رئاسي ومواصفات استثنائية
الساعة من طراز “رولكس داي-دات” إصدار عام 1956، والمعروفة بلقب “الساعة الرئاسية”. صُنعت بالكامل من الذهب الخالص، وتتميز بتصميمها المقاوم للماء وبعرضها الكامل للتاريخ واليوم على قرصها. يُعد هذا الطراز رمزًا للفخامة والتميز، وقد حاز على إعجاب قادة العالم والمشاهير، حتى أصبحت تُعرف ببساطة باسم “رولكس الرئيس”.

ما يجعل هذه الساعة استثنائية ليس فقط قيمتها الفنية، بل أيضًا قصتها، فقد كانت هدية من الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى جمال عبد الناصر عام 1963. وعلى ظهرها نقش باللغة العربية كتب عليه: “السيد أنور السادات 26-9-1963″، مما أضفى عليها طابعًا شخصيًا وتاريخيًا خاصًا.
ناصر ورمزية الساعة
الرئيس جمال عبد الناصر، الذي تولى رئاسة مصر في عام 1954، كان قائدًا ملهمًا ورمزًا للعدالة الاجتماعية في العالم العربي. رغم قلة ممتلكاته الشخصية، حملت هذه الساعة معاني عميقة كونها هدية من صديق عمره، أنور السادات. ورافقت الساعة عبد الناصر خلال لحظات مفصلية من حياته، منها اجتماعات دبلوماسية وحرب الأيام الستة، مما زاد من رمزيتها وأهميتها التاريخية.

قصة انتقال الساعة عبر الأجيال
بعد وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، انتقلت الساعة إلى ابنه الأكبر، وفقًا لما ذكره حفيده جمال خالد عبد الناصر. في رسالة نقل فيها ذكرياته عن هذه القطعة الفريدة، أوضح أن جدته تحية كاظم أرادت الحفاظ على الساعة داخل العائلة، فأعطتها لابنها الأكبر ليحتفظ بها كتذكار من والده. وبقيت الساعة في حوزة العائلة حتى عرضها للبيع في المزاد.
الساعات من طراز رولكس داي-دات نادرًا ما تُعرض للجمهور، حيث تبقى معظمها في ملكية العائلات أو داخل مجموعات المتاحف. إلا أن هذه الساعة حظيت بفرصة استثنائية للظهور في مزاد علني، ما أثار اهتمام هواة جمع المقتنيات من مختلف أنحاء العالم، خاصةً مع قصتها التاريخية التي تربط بين اثنين من أبرز القادة المصريين في القرن العشرين.