Times of Egypt

بوتين يتحدى الغرب.. صاروخ جديد ورسالة عسكرية تلوح بالتصعيد

M.Adam
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة حازمة إلى قادة أوروبا، مؤكداً استعداد روسيا لمواجهة تحدٍ تكنولوجي وعسكري غير مسبوق، في إشارة إلى إمكانيات صاروخ “أوريشنيك” لا يعكس مجرد استعراض للقوة، بل يفتح الأفق لمرحلة جديدة من التصعيد بين روسيا والغرب.

رسالة بوتين الحاسمة
ودعا بوتين الغرب إلى اختبار صاروخ “أوريشنيك” ضد الأنظمة الدفاعية الغربية. وتوجه بوتين برسالة مباشرة مفادها أنه مستعد لاستهداف منشأة في كييف يحددها الغرب لتكون مكانًا لهذا التحدي العسكري. وفقًا لرئيس تحرير “صوت الضفتين”، نزار الجليدي، فإن هذا التصريح يحمل في طياته أكثر من مجرد استعراض للقوة، بل يشير إلى تحول في الاستراتيجيات الروسية، حيث تسعى موسكو لإعادة ضبط قواعد اللعبة العسكرية في مواجهة التكتل الأوروبي.

تحولات استراتيجية في مواجهة الغرب
قال الجليدي إن بوتين يبعث رسالة واضحة للغرب مفادها أن روسيا قادرة على التصعيد في جميع المجالات التكنولوجية والعسكرية، مضيفاً “إنها محاولة لإعادة ترتيب الأوراق على أساس الواقع الجديد الذي تفرضه روسيا على الساحة الدولية”، وفقًا لتصريحاته. وفي الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من تصعيد إضافي، يحاول بوتين التأكيد على أن موسكو لا تخشى المواجهة إذا كان الخيار الآخر هو استمرار دعم الغرب لأوكرانيا.

التحديات الاقتصادية تتفاقم
وفي المقابل، تعكس تصريحات القادة الأوروبيين في القمم المتتالية حالة من التردد والتناقض. ففي حين أكدوا التزامهم المستمر بدعم أوكرانيا، أشار الجليدي إلى أن هذا الدعم يأتي على حساب الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني من أزمات متزايدة. “اقتصادات كبرى مثل ألمانيا وفرنسا تواجه تحديات غير مسبوقة، مما يعمق الانقسام السياسي الداخلي ويضعف قدرة أوروبا على اتخاذ قرارات حاسمة”، بحسب قوله.

وفي ظل هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية، تزداد الضغوط على القادة الأوروبيين للاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، رغم عدم وجود حلول واضحة للنزاع المستمر. يواصل القادة الأوروبيون في بروكسل اجتماعاتهم دون أن يحققوا تقدماً حقيقياً نحو إيجاد تسوية شاملة للأزمة.

زيلينسكي يواجه واقعًا صعبًا
من جانب آخر، يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدأ يدرك حدود الدعم الغربي، خاصة مع اقتراب تغيير الإدارة الأميركية. وصف الجليدي زيلينسكي بأنه “في رحلة بحث جديدة عن الدعم الغربي”، لكنه يواجه واقعًا يفرض عليه إعادة تقييم استراتيجيته في ظل المعطيات الجديدة. فزيلينسكي يدرك أنه لن يستطيع استعادة الأراضي المحتلة بالقوة العسكرية فقط، ولكنه يواصل البحث عن طرق للحفاظ على قنوات الدعم الغربي مفتوحة في الوقت الذي يزداد فيه الوضع تعقيدًا.

بحسب الجليدي، فإن أوروبا اليوم في وضع يشبه “رقصة الديك المذبوح”، حيث تستمر في عقد اجتماعات مكثفة دون أن تحقق تقدماً حقيقياً نحو حل مستدام. ورغم أن بوتين لم يغلق باب السلام، إلا أنه وضع شروطًا تستند إلى الحقائق الميدانية على الأرض، في وقت تواصل فيه أوروبا رهاناتها على الخيارات العسكرية التي قد تطيل أمد الأزمة دون حل حقيقي.

شارك هذه المقالة