Times of Egypt

بلدة عربية في إسرائيل تبكي لمقتل 4 أقارب بصاروخ إيراني

M.Adam

عندما علا صوت إنذار عبر الهاتف مساء السبت للتحذير من صواريخ إيرانية في طريقها نحو مدينة طمرة بشمال إسرائيل، اتصل نضال أبو الهيجا بأخته ليطلب منها هي وبناتها الاحتماء بملاذ آمن لكنه لم يتلق أي رد.

وبعد الإنذار، هرع إلى المنطقة التي تسكنها. كان الشارع مليئا بالناس ومليئا بالحطام.

قال أبو الهيجا، مُتحدثا إلى رويترز بعد أربعة أيام من الهجوم “كنت أسأل الناس عما حدث، فقال لي أحدهم: يا نضال! لم يكن يعرف ماذا يقول. ثم قال الآخر، إنه منزل أختك”.

تعرض المنزل لإصابة مباشرة. انهار جزء من السقف، ودمر الطابق العلوي. تحطمت النوافذ والجدران، وتساقطت الأنقاض على جوانب المنزل.

قال أبو الهيجا “ظلام، غبار، رائحة قنبلة، شيء لا أريد أن أتذكره”.

وأضاف “كنت ذاهبا إلى هناك أنادي ‘نورا! نورا! شذا! حلا!‘ ثم للأسف رأيتها قادمة، والناس يمسكون بها، وهي دون نفس”.

قُتلت منار أبو الهيجا خطيب (45 عاما)، المعروفة في عائلتها باسم نورا، وابنتاها شذا (20 عاما) وحلا (13 عاما) إلى جانب شقيقة زوجها، منار دياب خطيب (41 عاما).

لم ينج سوى رجا خطيب، زوج نورا، وابنتهما الثالثة رزان.

كان القتلى من بين من لاقوا حتفهم في الصراع مع إيران منذ أن شنت إسرائيل هجمات جوية وصاروخية عليها قبل أسبوع، والتي قضت على أعلى قيادات الجيش الإيراني، وألحقت أضرارا بالقدرات النووية، وأدت إلى مقتل مئات الإيرانيين.

وردت إيران بمئات الصواريخ على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا.

  • “نار مشتعلة في داخلي”

في طمرة، وهي بلدة عربية صغيرة تبعد حوالي 25 كيلومترا شرقي مدينة حيفا الساحلية، يشعر الأقارب وسكان المنطقة بصدمة.

وقال الزوج رجا خطيب للصحفيين أمس الأربعاء “لو كنتُ قد مُتُّ مع زوجتي وابنتي، لكان الأمر أسهل، لأن لدي نارا مشتعلة في داخلي”.

كانت السيدتان تعملان كمعلمتين. ووصفهما زوجاهما، رجا خطيب وشقيقه إيهاب خطيب، لوسائل الإعلام المحلية بأنهما امرأتان رائعتان. وأظهرت صور البنتين القتيلتين شذا وحلا وهما تبتسمان بحرارة.

يتذكر نضال أبو الهيجا أنه أخبر الناس سابقا أن احتمالات الموت في الحرب مع إيران ضئيلة. الآن يقول إنه يواجه خسارة فادحة.

وقال “نورا كانت الشيء الذي أحببناه. نورا كانت الشيء الذي يجمع العائلة”.

وأضاف أنهن ركضن جميعا إلى غرفة محمية في الطابق العلوي من المنزل، لكنها لم تصمد أمام الصاروخ الإيراني.

وسبق أن تعرضت طمرة لقصف صاروخي، لكن بصواريخ أصغر حجما أطلقتها جماعة حزب الله المسلحة من جنوب لبنان.

وأفاد السكان بأن من بوسعهم تحمل التكلفة يملكون غرفا محمية داخل منازلهم، وأن هناك عددا قليلا من الملاجئ العامة، لكن عددها أقل من تلك الموجودة في الأحياء اليهودية. ويشكل المواطنون العرب حوالي 20 بالمئة من سكان إسرائيل، وكثيرا ما يشكون من عدم المساواة في المعاملة مقارنة بالأغلبية اليهودية.

ومنذ قصف يوم السبت، بدأ العديد من سكان طمرة بقضاء الليل في ملاجئ عامة داخل المدارس.

ويوم الثلاثاء، جابت شوارع طمرة الضيقة أربعة توابيت خشبية بسيطة تحمل أكاليل من الزهور الحمراء والبيضاء، وسط حشود من الرجال يرددون الأدعية أثناء سيرهم بجانب بعضهم البعض، والناس يراقبون من كل نافذة وعتبة باب.

وفي مقبرة البلدة، رُفعت الصلوات الإسلامية عبر مكبرات الصوت، وأحاط عدد كبير من الرجال، معظمهم يرتدون ملابس سوداء، بحفاري القبور والأقارب أثناء دفن الجثث الأربع.

بعد ذلك، قدمت مجموعة من النساء والفتيات واجب العزاء عند القبر’ وذرفن الدموع وتعانقن أثناء مغادرتهن.

شارك هذه المقالة