في أول تعليق له على الوضع الراهن في سوريا، وخاصة بعد دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة دمشق، أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وجهة نظره بشأن الأحداث الجارية وأثرها على موازين القوى في المنطقة.
عبر منصة “تروث سوشيال”، تحدث ترامب عن تطورات الوضع في سوريا، مشيرًا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد “فر من بلاده” وأنه لم يعد يتمتع بحماية من روسيا بقيادة فلاديمير بوتين. ولفت إلى أن روسيا، التي كانت في وقت سابق حليفًا للأسد، فقدت اهتمامها بسوريا بسبب الحرب في أوكرانيا التي أسفرت عن مقتل وجرح ما يقرب من 600 ألف جندي روسي، وهو ما وصفه بأنه “حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ أبدًا”.
ترامب لم يقتصر على الحديث عن الوضع في سوريا فحسب، بل أشار أيضًا إلى ضعف روسيا وإيران في الوقت الراهن، حيث أرجع ذلك إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية التي تواجهها هذه الدول. وأضاف أن إيران أيضًا في وضع صعب، نتيجة للضغوط التي تفرضها إسرائيل على أراضيها.
فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، دعا ترامب إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام عاجل، محذرًا من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى عواقب أسوأ بكثير. وأكد أن العديد من الأرواح تضيع بلا داعٍ، وأن تدمير العائلات يجب أن يتوقف في أقرب وقت ممكن. وأضاف أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أصبح مستعدًا لإجراء مفاوضات بعد تكبده خسائر كبيرة في الأرواح.
ودعا ترامب إلى التحرك الفوري من قبل المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الصين يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في إنهاء النزاع.
المعارضة السورية تعلن بداية عهد جديد
أعلنت الفصائل المسلحة المعارضة في سوريا دخولها إلى العاصمة دمشق، معلنةً نهاية حكم الرئيس بشار الأسد بعد أكثر من نصف قرن من القهر والتهجير تحت حكم البعث، وسط مشاهد من الابتهاج الشعبي.
أذاع التلفزيون السوري الرسمي، اليوم الأحد، أول بيان صادر عن الفصائل المسلحة بعد دخولها العاصمة دمشق، مؤكدةً هروب الرئيس بشار الأسد من المدينة. وفي تسجيل مصور، ظهر تسعة أشخاص بزي مدني، حيث ألقى أحدهم كلمة أعلن فيها: “سوريا لكل السوريين بجميع أطيافهم”.
البيان ركز على “تحرير دمشق، إسقاط النظام، وإطلاق سراح كافة المعتقلين المظلومين”. كما دعا المتحدث باسم غرفة عمليات فتح دمشق المواطنين والمجاهدين إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة السورية، مضيفًا: “عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين”.
في سياق متصل، أعلنت التنظيمات المسلحة بدء “عهد جديد” بعد سيطرتها على العاصمة. وقال رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي إنه مستعد لتسليم المؤسسات لأي قيادة يختارها الشعب، مؤكدًا في تسجيل مصور نشره عبر “فيسبوك”: “سنتعاون لتقديم التسهيلات اللازمة للانتقال السلمي”.
شهدت العاصمة السورية حالة من الفرح الشعبي، حيث أفاد شهود عيان بانقطاع التيار الكهربائي وسط إطلاق نار كثيف في الهواء ابتهاجًا. انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مواطنين يهتفون في شوارع دمشق، مع شعارات تمجد “سوريا الحرة”.
تحركات دولية ومحلية:
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية انسحبت من مطار دمشق الدولي في الساعات الأولى من الأحد، تزامنًا مع هروب الأسد عبر المطار، وفقًا لمصادر حقوقية. في الوقت ذاته، أصدرت هيئة تحرير الشام تعليمات بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيرة إلى أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميًا.