بدأت الجرافات العسكرية الإسرائيلية، صباح السبت، بهدم عدد من المنازل والمباني السكنية في مخيم نور شمس الواقع شرق مدينة طولكرم بشمال الضفة الغربية. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال دخلت المخيم باستخدام جرافاتها الثقيلة لتدمير المنازل ومحيطها بدءًا من منطقة محيط مسجد أبو بكر الصديق، فيما حلقت طائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض لمراقبة العملية.
يأتي هذا التصعيد بعد إخطار إسرائيلي صدر قبل خمسة أيام بهدم 11 منزلًا بذريعة شق طريق يبدأ من ساحة المخيم متجهًا نحو حارة المنشية، وهي منازل تابعة لثماني عائلات فلسطينية. ووفقًا للوكالة، أُعطي أصحاب المنازل المستهدفة مهلة ثلاث ساعات في اليوم الثاني من الإخطار لدخول المخيم وإخلاء حاجياتهم.
تزامنت تلك العملية مع استمرار قوات الاحتلال في مداهمة منازل المواطنين بحارة جبل النصر، تماشياً مع المداهمات التي نفذت الليلة الماضية، حيث أُجبر السكان على مغادرة منازلهم خلال دقائق معدودة باستخدام الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم.
وأشار التقرير إلى أن المخيم، منذ اليوم الأول لعدوان الاحتلال المتواصل الذي يمتد اليوم الحادي والعشرين على التوالي، شهد حركة نزوح واسعة بين سكانه من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، إذ تجاوز عدد النازحين 5500 شخص، توجهوا إلى مراكز الإيواء ومنازل الأقارب في المدينة وضواحيها وريفها.
وأضافت الوكالة أن هذا التصعيد يأتي في إطار حملة عدائية مستمرة على مدينة طولكرم ومخيميها، حيث يُنفذ الاحتلال منذ 33 يومًا متواصلة تعزيزات عسكرية كبيرة شملت الآليات والجرافات وفرق المشاة، لتطبيق حصار على مخيمي طولكرم ونور شمس، واستيلاء على مبانٍ سكنية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية على شارع نابلس.
من جانبها، أدانت حركة حماس بشدة هذه الإجراءات، معتبرةً أن هدم المنازل وإجبار السكان على النزوح القسري باستخدام السلاح يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وجرائم حرب تُرتكب أمام أعين العالم. وأوضحت الحركة في بيان لها أن إسرائيل تنفذ خطة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين من شمال الضفة الغربية، مشيرة إلى تصريحات مثبتة من قادة الاحتلال تؤكد عزمهم على تهجير شعبها من مخيماته شمال الضفة.
وحذرت حماس من عواقب استمرار الصمت الدولي على جرائم حكومة الاحتلال، ودعت الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف الانتهاكات المروعة والمستمرة للقوانين الدولية.