عبدالقادر شهيب
ما الذي جرى؟!
«حماس» تشكك في أرقام وكميات المساعدات المصرية لأهل غزة، وتطالب مصر – مثل الذين يهاجمونها الآن – بفتح معبر رفح، وتدفق المساعدات لغزة.. دون الالتزام بالتنسيق مع إسرائيل.
هل هذا الانقلاب الحمساوي ضد مصر، سببه أن مصر – مع الأردن والسعودية – وقعت على بيان مؤتمر حل الدولتين.. الذي يطالب حماس بتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية؟!
ربما.. رغم أن البيان لا يطالب حماس بتسليم سلاحها لإسرائيل – كما تطالب حكومة نتنياهو – وإنما للسلطة الفلسطينية.. فإن حماس لا تقبل التخلي عن سلاحها، بل لا تقبل ألا يكون لها دور في قطاع غزة.. بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، وتبتغي استمرار تواجدها، ومشاركتها – على الأقل – في إدارة القطاع.
أم أن الأمر، يسبق موافقة مصر على تسليم حماس سلاحها للسلطة الفلسطينية، ويرتبط بمجريات المفاوضات.. الخاصة بالتوصل إلى هدنة في القطاع. ربما وجدت حماس أن مصر تلح عليها أن تلتزم بمرونة أكثر.. في هذه المفاوضات، رغم أن مصر – باعتراف قادة «حماس» – تقف مساندة لها في هذه المفاوضات.
أم أن «حماس» وجدت نفسها.. مضطرة للانقلاب على مصر، بعد أن قرر التنظيم الدولي للإخوان.. استثمار حرب التجويع الإسرائيلية لأهالي غزة، للهجوم على مصر، والضغط الإعلامي والسياسي عليها، و«حماس» – وهي عضو في هذا التنظيم – مطالبة بتنفيذ قراراته!
ربما، خاصة وأن «حماس» لم تنقلب على قطر أيضًا، رغم أنها شاركت مصر والأردن والسعودية.. في مطالبة حماس بتسليم أسلحتها؛ لأن المستهدف بالهجوم – من قبل التنظيم الدولي للإخوان – هو مصر وليس قطر.
ثانيًا.. على كل حال، فإن انقلاب «حماس» على مصر الآن.. لا يفيدها، وإنما يلحق بها الخسائر، بينما هي في حاجة لمن يساندها. وأول هذه الخسائر، هي خسارة الدعم الشعبي المصري.. الذي لا يقبل الهجوم من حماس على بلده؛ خاصة وهم يسمعون قادة حماس.. يطالبون بالاستحواذ على المساعدات، وما يتبقى منها.. يوزع على أهالي غزة البؤساء.
نقلاً عن «فيتو»