Times of Egypt

انقسام حول إيران

M.Adam
سليمان جودة

سليمان جودة

المصريون منقسمون فريقين.. حول إيران: فريق يؤيدها ويتحمس لها.. في حربها مع إسرائيل، وفريق آخر.. لا يرى أي مبرر للتأييد ولا للحماس.

سبب الانقسام، أن إيران لم تترك مساحة للتعاطف معها عربياً.. منذ سقوط الشاه ومجيء الخميني في مكانه فبراير 1979؛ فمن يومها عاشت حكومة المرشد في طهران، لا تتوقف عن محاولات تصدير ثورتها إلى كل أرض عربية، ولم يختلف الحال مع وجود الخميني على رأس الحكم، أو مع وجود خامنئي في موقع الخميني في اللحظة الحالية.

ففي الحالتين، لم تغادر إيران روح الثورة إلى منطق الدولة، وكانت في كل حالاتها تستهدف أكثر من عاصمة عربية. وإذا شئت فراجع الحال الذي وصلت إليه بغداد، أو دمشق، أو صنعاء، أو بيروت، وسوف ترى بصمات إيرانية في كل ما أصاب العواصم الأربع. وهناك بالطبع عواصم عربية أخرى.. نالها ما نالها من الاستهداف الإيراني، الذي لم يكن يراعي جواراً، ولا كان يحترم حُكم الجغرافيا.

هذا جانب نراه بوقائعه أمامنا، ولا يمكن الجدل حوله.. لأنه مرئي بالعين المجردة، ولأن كل الذين يتابعون السلوك الإيراني في أرجاء الإقلي..م يعرفون ما أقوله، ويقفون على الكثير من تفاصيله، التي ليست مخفية على أحد ولا هي سر من الأسرار.

ولكن هناك جانباً آخر، يقول إن ايران – وهي تستهدف مستشفى سوروكا الإسرائيلي مثلاً – إنما تستعيد بعضاً من حق الفلسطينيين، الذين قصفتهم إسرائيل في مستشفيات قطاع غزة. صحيح أن الإيرانيين يقصفون سوروكا، ويقصفون غيره من المواقع الإسرائيلية.. لحسابهم هُم، لا لحساب فلسطين، ولكن كل لطمة على وجه إسرائيل، هى محاولة لرد اعتبار أبناء القطاع، حتى ولو كان صاحب اللطمة.. يضربها لحسابه، هو لا لحساب طرف آخر.

المتحمسون لإيران، والمؤيدون لها، والمصفقون لكل ضربة توجهها إلى إسرائيل.. معذورون في ذلك كله. إنهم يشعرون بأن الإيرانيين يقومون بما عجز عنه العرب.. إزاء القتل الجماعي الذي مارسته حكومة التطرف الإسرائيلية تجاه كل ما هو فلسطيني.

الحماس لإيران – في حقيقته – تعبير عن الضيق من عجز عربي.. لا بديل عن تداركه سريعاً. وعدم تأييد إيران، تعبير عن أمل خفي.. في أن تكون المواجهة مع إسرائيل.. بيدنا نحن العرب، لا بيد الإيرانيين. وليس من الضروي أبداً أن تكون المواجهة معها بالحرب، فهناك ألف وسيلة لوقف إسرائيل عند حدها.. ليس من بينها الحرب.

نقلاً عن «المصري اليوم«

شارك هذه المقالة