انطلقت اليوم السبت، فعاليات منتدى الدوحة في نسخته الثانية والعشرين، والذي يُعقد تحت شعار “حتمية الابتكار”، بمشاركة نخبة من القادة السياسيين، والمسؤولين الحكوميين، والمفكرين من مختلف أنحاء العالم. ويُعد المنتدى من أبرز المنصات الدولية التي تجمع قادة الفكر وصناع السياسات لمناقشة أهم القضايا والتحديات التي تواجه العالم في الوقت الراهن.
رئيس الوزراء القطري يؤكد أهمية الابتكار
وفي كلمة الافتتاح، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أهمية الابتكار في معالجة الأزمات المعقدة. وأكد أن التمسك بالأساليب التقليدية في التعامل مع الأزمات يؤدي إلى تفاقمها، مما يستدعي إيجاد حلول جديدة وابتكارية لضمان السلام المستدام. كما أشار إلى الوضع الراهن في غزة، واصفًا إياه بأنه دوامة عنف وأزمة إنسانية غير مسبوقة، مؤكدًا أن استمرار الوضع على حاله سيكون له تداعيات خطيرة على أمن المنطقة.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الوضع في غزة يمتد تأثيره إلى لبنان وسوريا، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه المأساة الإنسانية. وتحدث عن نجاح الهدنة التي تم تحقيقها، ما يعكس إمكانية نجاح الجهود الدبلوماسية لحل الأزمات.
تكريم الصحفيين في مناطق النزاع
وفي سياق متصل، قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتكريم مجموعة من الصحفيين الذين قاموا بتغطية الأحداث في مناطق الحروب، تعرض بعضهم للإصابات أثناء عملهم في غزة ولبنان. ومن بين الصحفيين المكرمين كان الزميل وائل الدحدوح، الذي نال تكريمه تقديرًا لدوره البارز في تغطية الأحداث الميدانية.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء القطرية بوصول عدد من الشخصيات الدولية البارزة إلى الدوحة للمشاركة في المنتدى، بينهم رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورئيسة هيئة رئاسة البوسنة والهرسك جيلكا تسفيانوفيتش.
منصة لطرح حلول مبتكرة للتحديات العالمية
وفي تصريحاتها، أكدت مها الكواري، المديرة العامة لمنتدى الدوحة، على أهمية النسخة الـ22 من المنتدى التي تُعد منصة رائدة لمعالجة التحديات العالمية في ظل تصاعد النزاعات ووتيرة العنف المتسارعة في العالم. وقالت الكواري إن المنتدى، الذي يستمر على مدار يومين، يُوفر فرصة حاسمة لصناع السياسات والمفكرين والمبتكرين للالتقاء وتبادل الأفكار بهدف التوصل إلى حلول فعالة لهذه التحديات.
مشاركة عالمية واسعة وحضور متميز
وأضافت الكواري أن النسخة الحالية من المنتدى ستشهد مشاركة أكثر من 4500 مشارك من أكثر من 150 دولة، إضافة إلى أكثر من 300 متحدث، بينهم سبعة رؤساء دول، وسبعة رؤساء حكومات، و15 وزير خارجية. كما سيحضر المنتدى كبار المسؤولين وقادة المنظمات الإقليمية والدولية، في إشارة إلى المكانة العالمية التي يحتلها هذا الحدث.
80 جلسة نقاشية لطرح حلول مبتكرة
وأكدت الكواري أن المنتدى سيضم أكثر من 80 جلسة نقاشية حول القضايا العالمية المختلفة، مما يعزز من مخرجات المنتدى ويُسهم في إيجاد حلول عملية تتماشى مع التحديات الراهنة. كما أشادت بالدور البارز لمنتدى الدوحة كمنصة تجمع قادة العالم للعمل من أجل تحقيق مستقبل أكثر استدامة وسلامًا.
منذ انطلاقه في عام 2000، أصبح منتدى الدوحة واحدًا من أبرز الأحداث العالمية التي تجمع بين الحكومات والمنظمات والمفكرين والمبتكرين لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون. وتستمر الشراكات بين المنتدى والمراكز البحثية والمؤسسات الفكرية العالمية في توفير بيئة ملائمة للحوار البناء والتعاون الدبلوماسي.
