توالت ردود الفعل العربية الغاضبة على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن “إقامة دولة فلسطينية في السعودية”، ما أثار استنكاراً واسعاً في الأوساط السياسية العربية.
جامعة الدول العربية: تصريحات تعكس انفصالاً عن الواقع
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، تصريحات نتنياهو واعتبرها “انفصالاً تاماً عن الواقع”. وأكد السفير جمال رشدي، المتحدث باسم أبو الغيط، أن هذه التصريحات مرفوضة شكلاً ومضموناً، مشدداً على أن الدولة الفلسطينية لن تقوم إلا على أراضي فلسطين المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة.
السعودية: تصريحات مستفزة ورفض قاطع
بدورها، أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ووصفتها بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مشددة على أن حقوق الشعب الفلسطيني ثابتة ولا يمكن لأحد سلبها.
قطر: انتهاك صارخ للقانون الدولي
في السياق نفسه، أدانت وزارة الخارجية القطرية تصريحات نتنياهو “بأشد العبارات”، واعتبرتها خرقاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وجددت قطر رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين، محذرة من أن هذه التصريحات تعيق فرص السلام وتؤجج الصراعات في المنطقة، مؤكدة دعمها الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
العراق: تضامن مع السعودية ورفض للتهديدات
وزارة الخارجية العراقية عبرت بدورها عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” لتصريحات نتنياهو، واعتبرتها انتهاكاً لسيادة المملكة العربية السعودية واعتداءً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأكدت بغداد تضامنها الكامل مع الرياض ورفضها للمساس بسيادة أي دولة عربية.
مصر: قمة عربية طارئة في مواجهة التصعيد
مصر استنكرت بشدة تصريحات نتنياهو، ووصفتها وزارة الخارجية المصرية بأنها “متهورة ومرفوضة”. وأكدت القاهرة تضامنها مع المملكة، مشددة على أن أمن السعودية يمثل خطاً أحمر لا يمكن المساس به. وفي هذا السياق، أعلنت مصر استضافة “قمة عربية طارئة” في 27 فبراير الجاري لمناقشة “التطورات الخطيرة” للقضية الفلسطينية.
نتنياهو يشيد بخطة ترامب حول غزة
في خضم هذه التطورات، عاد نتنياهو للإشادة بخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن غزة، واصفاً إياها بأنها “فكرة مبتكرة تحمل إمكانية تغيير جذري للوضع في القطاع”.
يبدو أن تصريحات نتنياهو قد وحدت الموقف العربي في رفضها بشكل قاطع، وسط تأكيدات على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وضرورة التصدي لأي محاولات لتهجيرهم أو انتهاك سيادة الدول العربية.
