سجّلت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً في ختام تعاملات الجمعة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، بعد تلويح واشنطن بإمكانية فرض حظر شامل على صادرات النفط الإيرانية، في إطار خطط الضغط على طهران للرضوخ لشروط البرنامج النووي.
وصرّح وزير الطاقة الأمريكي، كريس رايت، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، بأن الولايات المتحدة تدرس تشديد العقوبات على إيران، وقد تلجأ إلى وقف صادراتها النفطية بالكامل. وأكد رايت أن تلك الخطوة تأتي ضمن سياسة الضغط القصوى التي تنتهجها واشنطن لدفع إيران إلى تقديم تنازلات في الملف النووي.
هذا الإعلان أثار ردود فعل فورية في أسواق الطاقة، إذ قال أندرو ليبو، رئيس شركة “ليبو أويل أسوشيتس”، إن “التطبيق الصارم للقيود على صادرات النفط الخام الإيراني سيؤدي إلى تقليص المعروض العالمي”. وأضاف: “رغم ذلك، من المرجح أن تواصل الصين شراء النفط الإيراني”.
أسعار النفط تسجل مكاسب ملحوظة
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية بمقدار 1.43 دولار، أو ما يعادل 2.26%، لتغلق عند 64.76 دولاراً للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس القيمة، بنسبة زيادة بلغت 2.38%، ليصل إلى 61.50 دولاراً للبرميل عند الإغلاق.
ورغم هذا الارتفاع في آخر جلسات الأسبوع، أنهى الخامان القياسيان تداولاتهما الأسبوعية على خسائر، إذ تراجعت عقود برنت بنسبة 1.2%، وخسرت عقود خام غرب تكساس الوسيط 0.8%.
تصعيد صيني في الحرب التجارية
في تطور متزامن، أعلنت الصين فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 125% على واردات السلع الأمريكية بدءاً من السبت، بزيادة كبيرة عن النسبة السابقة البالغة 84%، وذلك رداً على رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية على الصين إلى 145%.
ورغم إعلان ترامب تعليق فرض بعض الرسوم الجمركية على دول متعددة لمدة 90 يوماً، فإن الحرب التجارية مع بكين لا تزال مشتعلة، ما يُنذر بتأثيرات طويلة الأمد على التجارة العالمية والطلب على النفط.
وعلّق أولي هانسن، رئيس قطاع السلع الأولية في “ساكسو بنك”، قائلاً: “رغم بعض التخفيف في وتيرة الرسوم، إلا أن الضرر الاقتصادي وقع بالفعل، ويبدو أن أسعار النفط تكافح من أجل استعادة الاستقرار في ظل هذه الأجواء”.
من جهتها، حذّرت مديرة مركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة من أن السياسات الحمائية التي تنتهجها واشنطن، إضافة إلى التدابير المضادة من الدول الأخرى، قد تكون لها تداعيات كارثية على الدول النامية، تتجاوز آثار خفض المساعدات الخارجية.
الضغوط القصوى على إيران تتواصل
تصريحات وزير الطاقة الأمريكي تعكس إصرار إدارة ترامب على مواصلة استراتيجيتها المتشددة تجاه إيران، التي تستهدف بشكل رئيسي صادراتها النفطية، شريان الاقتصاد الإيراني الأهم.
وفي مارس الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزير النفط الإيراني، محسن باكنجاد، ضمن جهود متواصلة لخنق قدرة طهران على تمويل أنشطتها الإقليمية.
