سجلت أسعار النفط ارتفاعًا بنحو 1% في بداية تعاملات اليوم الاثنين، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، بعد أن أكدت الولايات المتحدة عزمها مواصلة استهداف الحوثيين في اليمن حتى إنهاء هجماتهم على السفن التجارية. وتسببت هذه الهجمات في اضطراب التجارة العالمية وزيادة تكاليف الشحن، مما دفع واشنطن إلى شن عمليات عسكرية مكثفة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة رويترز.
وبحلول الساعة 00:15 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 72 سنتًا أو 1.02% لتصل إلى 71.30 دولارًا للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 72 سنتًا أو 1.1% لتسجل 67.90 دولارًا للبرميل.
وشهد الأسبوع الماضي مكاسب طفيفة في أسعار النفط، بعد سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أسابيع متأثرة بالمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدة دول، من بينها الصين والمكسيك وكندا.
توقعات مستقبلية: تباطؤ اقتصادي وضغوط على الأسعار
خفض محللو بنك غولدمان ساكس توقعاتهم لأسعار النفط، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأميركي سينمو بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا سابقًا، نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية على عدة دول.
وجاء في مذكرة للمحللين أن توقعاتهم لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 انخفضت بمقدار 5 دولارات إلى 71 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت توقعات خام غرب تكساس الوسيط إلى 67 دولارًا. كما تم تعديل النطاق المتوقع لخام برنت إلى 65-80 دولارًا، بينما تراجع متوسط التوقعات لعام 2026 إلى 68 دولارًا لخام برنت و64 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط.
وأشار المحللون أيضًا إلى أن نمو الطلب على النفط قد يكون أبطأ من التوقعات السابقة، في وقت يرتفع فيه معروض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها “أوبك+” بشكل أكبر من المتوقع، ما قد يزيد من الضغوط على الأسعار في المدى المتوسط.
وفي ظل هذه العوامل، تبقى الأسواق النفطية تحت تأثير مزيج من التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية، مما يجعل مستقبل الأسعار مرهونًا بتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والقرارات القادمة من الفيدرالي الأميركي وأوبك+.
