Times of Egypt

النفط يتراجع متأثراً ببيانات صينية سلبية وتخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي

M.Adam

تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين، متأثرةً بسلسلة من المعطيات السلبية التي ألقت بظلالها على الأسواق، من أبرزها بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، إلى جانب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة نهاية الأسبوع، ما زاد من حدة التوترات في الأسواق العالمية.

ويأتي هذا الهبوط في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وكذلك المؤشرات الاقتصادية المقبلة التي ستساهم في رسم ملامح الطلب العالمي على النفط والسلع الأساسية وسط أجواء تجارية ضبابية.

أسعار النفط تتراجع في التعاملات المبكرة
هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو بنسبة 0.7% أو ما يعادل 0.4 دولار، ليستقر السعر قرب 65 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 5:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.

كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو بنسبة 0.5% أو 0.31 دولار لتقترب من مستوى 62 دولاراً للبرميل.

وكانت أسعار النفط قد أنهت تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، مدفوعة بانفراجة في التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث:

ارتفعت عقود برنت عند التسوية بمقدار 0.9 دولار أو 1.4% إلى 65.41 دولار.

وصعدت عقود خام غرب تكساس بـ0.14% أو دولار لتغلق عند 62.49 دولار.

وسجل خام برنت مكاسب أسبوعية بنسبة 1.4%، في حين قفز خام غرب تكساس بنسبة 2.4%.

بيانات اقتصادية صينية تثير القلق
كشفت بيانات رسمية صدرت اليوم عن تباطؤ نمو مبيعات التجزئة في الصين خلال أبريل إلى 5.1% على أساس سنوي، دون توقعات المحللين البالغة 5.5%، وأقل من النمو المسجل في مارس عند 5.9%، ما يعكس استمرار ضعف الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

كما أظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج الصناعي نما بنسبة 6.1% في أبريل، متجاوزاً التوقعات، لكنه تراجع مقارنة بشهر مارس الذي سجل نمواً بـ7.7%، ما يمثل انخفاضاً نسبته 21%، ويبعث برسائل مقلقة حول مستقبل الطلب على الطاقة من أكبر مستورد للنفط عالمياً.

وفي الولايات المتحدة، صدرت بيانات الأسبوع الماضي تشير إلى:

تباطؤ في إنفاق المستهلكين.

انخفاض مؤشر أسعار المنتجين.

تراجع فرص العمل المتاحة.

وهذه المؤشرات تعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي أوسع في أكبر اقتصاد في العالم.

مفاوضات نووية ترفع حدة الترقب
رغم تراجع الأسعار، إلا أن خسائر الخام جرى كبحها جزئياً بسبب الترقب السائد بشأن نتائج المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. حيث صرّح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بأن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم، ما أثار انتقادات فورية من طهران.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار إلى قرب التوصل لاتفاق، رغم استمرار نقاط الخلاف، فيما يرى محللو بنك “آي إن جي” أن رفع العقوبات عن إيران سيزيد من المعروض النفطي بنحو 400 ألف برميل يومياً، ما قد يضغط على الأسعار بشكل إضافي.

أحداث عالمية متباينة تضيف إلى التذبذب
تصاعد التوتر بين روسيا وإستونيا بعد احتجاز موسكو ناقلة نفط تابعة لشركة يونانية، كانت قد غادرت ميناءً إستونياً.

تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة إلى 473 منصة، وهو أدنى مستوى منذ يناير، في دلالة على ضعف نشاط التنقيب.

زيادة مرتقبة في إنتاج “أوبك+” تصل إلى 950 ألف برميل يومياً، ما أعاد المخاوف من تخمة المعروض.

اتفاق مؤقت بين الولايات المتحدة والصين على تهدئة النزاع التجاري لمدة 90 يوماً، وهو ما أنعش الآمال بتحسن الطلب على النفط، لكن المحللين حذروا من أن هذا الهدوء قد يكون مؤقتاً.

وفي مذكرة تحليلية، أوضحت شركة “بي إم آي” التابعة لـ”فيتش سوليوشنز” أن استمرار الغموض حول السياسات التجارية طويلة الأجل بين أكبر اقتصادين عالميين سيبقي أسعار النفط تحت الضغط.

شارك هذه المقالة