أكدت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، أنه على مدار الأعوام الماضية، عملت الدولة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية معًا على تفعيل الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال (2018 – 2025)، بالتوازي مع دعم الأسر الأكثر احتياجًا، مشيرة إلى تحقق تقدم ملموس تمثل في تعزيز آليات الرصد والاستجابة عبر خط نجدة الطفل (16000)، وتوسيع برامج التوعية المجتمعية، وتكثيف الجهود الميدانية للوصول إلى الأطفال في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
جاء ذلك خلال مشاركتها اليوم، في الاجتماع التاسع للجنة التوجيهية الثلاثية لمتابعة وتنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسرة.
وأكدت “السنباطي” أن اجتماع اليوم محطة محورية لمراجعة ما تحقق، وتقييم ما تبقى، وتجديد التزامنا الجماعي بخطة وطنية وضعتها مصر بجميع مؤسساتها لحماية أطفالها، مشيرة إلى أن المجلس القومي للطفولة والأمومة وضع قضية عمل الأطفال في صدارة أولوياته، انطلاقًا من قناعته الراسخة بأن الطفولة هي حجر الأساس في بناء المجتمع، وأن أي انتهاك لحقوق الطفل، وفي مقدمتها حقه في التعليم والحماية والنمو السليم، هو انتهاك لمستقبل الوطن بأسره.
وأضافت أن المجلس القومي للطفولة والأمومة، اتخذ خلال الفترة الماضية وحتى الآن، وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية، خطوات جادة للقضاء على هذه الظاهرة، من أبرزها إصدار دليل الإجراءات التشغيلية القياسية لمكافحة عمل الأطفال، فضلًا عن تنفيذ (42) ندوة توعية مجتمعية لأهالي الأسر العاملة في جمع الياسمين بـ (10) قرى بمحافظة الغربية، حيث جرى توعية (1780) أسرة بحقوق الطفل ومخاطر عمل الأطفال.
كما تم تدريب (40) مراقبًا ليليًا من العاملين في حقول الياسمين على كيفية الرصد والإبلاغ عند اكتشاف حالات عمل الأطفال، وبدأ تدريب (60) متدربًا من لجان الحماية بالمحافظة على الدليل المشار إليه، حيث تم بالفعل تدريب (20) متدربًا، وجارٍ استكمال التدريب حتى نهاية الشهر.
وأشارت “السنباطي” إلى أنه تم عقد لقاء تشاوري مع الأطراف المعنية من الوزارات والهيئات الحكومية وأصحاب الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، لمناقشة المشكلات التي تم رصدها بقرى الياسمين وطرح مقترحات الحلول ومتابعة تنفيذها بالتعاون مع مختلف الشركاء، بالإضافة إلى مشاركة المجلس المستمرة في اجتماعات تعديل الأجر المعيشي للعاملين في حصاد الياسمين.
سحر السنباطي قالت: “كل طفل يولد ومعه حلم صغير… قد يكون طبيبًا، أو معلمًا، أو مهندسًا، أو فنانًا… ومن واجبنا جميعًا أن نحمي هذا الحلم، فلا تسرقه قسوة الظروف، ولا يطفئه العمل المبكر الذي يعرض حلمه وحياته للخطر.”
تحديات
واضافت السنباطي خلال كلمتها أنه ما زالت هناك تحديات حقيقية، أبرزها:
الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بعض الأسر إلى تشغيل أطفالها،
غياب الوعي الكافي بخطورة هذه الممارسات على المدى البعيد، الأمر الذي يبرز أهمية تكامل الأدوار وتوحيد الرؤى واستثمار طاقات جميع الشركاء لمعالجة الأسباب الجذرية للظاهرة، لا الاكتفاء بعلاج مظاهرها.
وشددت “السنباطي” على التزام المجلس القومي للطفولة والأمومة بالعمل مع جميع الشركاء لتوفير بيئة آمنة تحمي الطفل من الاستغلال، وتكفل له حقه في التعليم والصحة والحماية، مؤكدة أنه لا مستقبل لأمة تهمل أطفالها، ولا نهضة لوطن يرهق براءتهم في سن اللعب والتعلم. وقالت: “أطفالنا هم استثمارنا الحقيقي، وكل جهد نبذله لحمايتهم هو جهد نبذله من أجل مصر القوية الواعية العادلة التي نحلم بها جميعًا.”