واصل مقاتلو الفصائل المسلحة السورية تقدمهم الخاطف اليوم السبت وأعلنوا سيطرتهم على معظم أنحاء المناطق الجنوبية، فيما تحاول القوات الحكومية الدفاع عن مدينة حمص.
واجتاح مقاتلو الفصائل المسلحة حلب قبل أسبوع لتنهار بعدها الدفاعات الحكومية في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة إذ استولى المقاتلون على سلسلة من المدن الكبرى وانتفضوا في أماكن بدا أن الفصائل المسلحة انتهت فيها منذ فترة طويلة.
وإلى جانب السيطرة على حلب في الشمال وحماة في الوسط ودير الزور في الشرق، قال مقاتلو الفصائل المسلحة إنهم سيطروا على القنيطرة ودرعا والسويداء في الجنوب وتقدموا لمسافة 50 كيلومترا من العاصمة.
وتركزت دفاعات الحكومة على حمص، إذ أفاد التلفزيون السوري الرسمي ومصادر عسكرية سورية بشن غارات جوية كبيرة على مواقع للمعارضة ووصول موجة من التعزيزات للتمركز في محيط المدينة.
وفي الوقت نفسه، وسعت الفصائل المسلحة نطاق سيطرتها لتضم جنوب غرب البلاد بالكامل تقريبا وأعلنت سيطرتها على مدينة الصنمين على الطريق السريع الرئيسي الذي يمتد من دمشق إلى الأردن.
وقال الجيش السوري إنه يعيد تمركز قواته دون الاعتراف بفقد السيطرة على مناطق.
وفاجأت وتيرة الأحداث العواصم العربية وأثارت مخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة، فيما قالت قطر اليوم السبت إن الحرب الأهلية تهدد وحدة أراضي سوريا.
ويقول مسؤولون غربيون إن الجيش السوري في وضع صعب إذ لم يتمكن من وقف مكاسب الفصائل المسلحة واضطر إلى التقهقر.
روسيا وإيران وتركيا
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو تبذل كل ما في وسعها لوقف “الإرهابيين” من فرض سيطرتهم في سوريا، ودعا إلى الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية، دون أن يحدد الجماعات التي يمكن أن يشملها هذا الحوار.
ولدى روسيا قاعدة بحرية وأخرى جوية في سوريا، وكانتا مهمين لدعم الأسد وأيضا لتعزيز قدرتها على فرض نفوذها في البحر المتوسط وأفريقيا.
وقال مسؤولون غربيون إن حزب الله أرسل بعض “القوات المشرفة” إلى حمص أمس الجمعة لكن أي انتشار كبير سيعرضها لضربات جوية إسرائيلية. وقالت بيروت إن إسرائيل هاجمت معبرين حدوديين بين لبنان وسوريا أمس.
وأصبحت فصائل مسلحة عراقية مدعومة من إيران في حالة تأهب قصوى مع وجود آلاف المقاتلين جاهزين للانتشار في سوريا، ويتجمع كثيرون منهم بالقرب من الحدود.
وقال متحدث باسم الحكومة العراقية أمس الجمعة إن العراق لا يسعى للتدخل العسكري في سوريا.
وناقشت إيران وروسيا وتركيا الأزمة السورية في الدوحة. وقال لافروف إنهم اتفقوا على ضرورة وقف القتال على الفور.
ونقلت وكالة أنباء إيرانية عن أحد النواب قوله إن علي لاريجاني، وهو مسؤول إيراني كبير، التقى الأسد في دمشق أمس الجمعة. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي “لم تتخذ قرارات محددة بشأن آفاق مستقبل سوريا”.
وفي إشارة إلى الاستخدام السابق للغاز السام في الصراع، قال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني هاميش فالكونر “أي اقتراح باستخدام الأسلحة الكيميائية سيكون غير مقبول”.