Times of Egypt

الفاشر تحت النار.. صراع محتدم ومعاناة إنسانية في قلب دارفور

M.Adam

منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، لم تهدأ المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، حيث تشهد مواجهات عنيفة بين الطرفين وسط أوضاع إنسانية مأساوية. وسيطرت قوات الدعم السريع على معظم أراضي الإقليم، الذي يمثل نحو ربع مساحة البلاد البالغة حوالي 1.9 مليون كيلومتر مربع.

في أحدث فصول الصراع، اتهمت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قوات الدعم السريع بارتكاب “مجازر” داخل معسكر زمزم للنازحين، والذي يأوي نحو 400 ألف شخص، مشيرة إلى مقتل 450 شخصاً خلال ثلاثة أيام فقط. بالمقابل، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، مؤكدة أنها تعمل منذ أيام بالتعاون مع حركات محايدة على تأمين خروج الآلاف من المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً، ونشرت وحدات لحمايتهم.

وأشارت “الدعم السريع” في بيان رسمي إلى أن “بعض الأطراف العسكرية المتحالفة مع الجيش حولت المعسكر إلى ثكنة عسكرية، واتخذت من المدنيين دروعاً بشرية”، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي الإنساني، وترحيبها بالمنظمات والوكالات الإنسانية الراغبة في التدخل لتخفيف معاناة الفارين من الحرب.

من جهتها، طالبت حركة مناوي قيادة الجيش السوداني بالتحرك العاجل لإنقاذ أكثر من 1.5 مليون شخص عالقين في الفاشر، منتقدة توقف الطلعات الجوية التي كانت تنفذ ضربات ضد مواقع قوات الدعم السريع، ومتسائلة عن أسباب عدم تحرك القوات العسكرية التي جرى تجهيزها منذ أكثر من شهرين في مدينة الدبة.

وفي سياق متصل، دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” إلى وقف شامل للعمليات القتالية التي تستهدف حياة المدنيين، مطالباً بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وضمان حماية السكان، وفتح تحقيقات شفافة في جميع الانتهاكات الجسيمة التي شهدها السودان منذ اندلاع النزاع.

يكتسب إقليم دارفور أهمية استراتيجية بالغة، ليس فقط لمساحته الشاسعة التي تتجاوز 493 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من ربع مساحة السودان، بل أيضاً لارتباطه الحدودي مع أربع دول هي: ليبيا من الشمال الغربي، تشاد من الغرب، إفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي، وجنوب السودان من الجنوب.

ويعيش في الإقليم نحو 17% من إجمالي سكان السودان، البالغ عددهم قرابة 48 مليون نسمة، ما يجعله من أكثر الأقاليم كثافةً وتأثيراً ديموغرافياً واقتصادياً.

رغم تعقيد المشهد الميداني واستمرار المعارك، يؤكد التحالف المدني أن الحل العسكري أثبت فشله، مشدداً على أن الحرب لم تنتج سوى مزيد من الدمار، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتفاقم المآسي الإنسانية.

شارك هذه المقالة