Times of Egypt

العدو المشترك لسوريا وإسرائيل!

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب

من أجل استمالة الإسرائيليين للتهدئة مع سوريا، قال الرئيس أحمد الشرع إنه يجمع سوريا وإسرائيل أعداء مشتركون. وإذا كان الرئيس السوري لم يفصح عن هؤلاء الأعداء المشتركين، فليس صعباً استنتاجهم من خلال تصرفات النظام السوري الجديد، وإعلان نتنياهو أكثر من مرة.. رغبته في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.

إنها إيران، هي العدو المشترك لسوريا الآن وإسرائيل. وهذا أمر يثير التساؤل، لأن إسرائيل هي التي تحتل الآن أراضي سوريا، ووصلت قواتها على بُعد نحو أربعين كيلومتراً من العاصمة السورية دمشق، بينما لا تواجد عسكرى لإيران في الأراضي السورية؛ سواء بشكل مباشر أو عبر الوكلاء، وتحديداً «حزب الله»!

 وهذا ما تحاول أمريكا إقناع العرب به – وتحديداً دول الخليج – لكي تظل تحتاج للحماية الأمريكية مدفوعة الثمن.. وتحاول أيضاً إقامة تحالف عربي-إسرائيلي في مواجهة إيران. وحديث الشرع عن العدو المشترك لسوريا وإسرائيل، هو الثمن لقيام ترامب بقبوله ونظامه، ورفع العقوبات عن سوريا. 

أى أن ترامب لم يرفع العقوبات مجاناً.. تلبية لطلب تركي سعودي، وإنما حصل على الثمن، وهذا يمكن استنتاجه.. مما طالب به الشرع عندما التقاه في الرياض، وتحديداً الانضمام للاتفاق الإبراهيمي! 

 أما إسرائيل، فإنها – رغم رغبتها الشديدة في النيل من إيران، ومشروعها النووي – ليست مرتاحة للنظام السوري الجديد؛ لأصوله، وارتباطاته التاريخية السابقة، وعلاقاته القديمة مع التنظيمات المتطرفة. 

لذلك، لن تفيد كثيراً النظام السوري.. حكاية العدو المشترك هذه.

أي أنه – وحتى إشعار آخر – ستظل إسرائيل تحتل مساحات من أرض سوريا، وسوف تستمر في استهدافها عسكرياً، وستبقى تتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وتثير الفتن الاجتماعية داخلها؛ خاصة أن سوريا الجديدة لا تعتبر إسرائيل – التى تعتدي على سيادتها باحتلال أراضيها – عدواً، بل صديقاً (!).. لها – معه – عدو مشترك، هو إيران.   

نقلاً عن «فيتو»

شارك هذه المقالة