أعربت الصين، اليوم الأربعاء، عن “قلقها البالغ” إزاء مشروع الدفاع الصاروخي الفضائي الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت مسمى “القبة الذهبية”، واعتبرته تهديدًا للأمن الدولي ومبدأ الاستخدام السلمي للفضاء.
بكين: مشروع هجومي يقوض الأمن المشترك
في مؤتمر صحفي صباح الأربعاء، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أن المشروع الأميركي “ينتهك بدرجة كبيرة مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي”، معتبرة أن “القبة الذهبية” تمثل خطرًا بتحويل الفضاء إلى ساحة صراع عسكري، وتفتح الباب أمام سباق تسلح جديد.
وأضافت نينغ أن النظام الذي تسعى واشنطن لتطويره “يهزّ أسس الأمن الدولي ونظام الحد من التسلح”، مؤكدة أن الولايات المتحدة بـ”سعيها وراء أمن مطلق وتغليب مصالحها الخاصة، تزعزع التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي”.
دعوة للتراجع وبناء الثقة
ودعت الصين واشنطن إلى التخلي عن هذا المشروع في أقرب وقت ممكن، والامتناع عن أي خطوات من شأنها تصعيد التوتر بين القوى العظمى. وقالت المتحدثة: “نحث الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والحفاظ على الاستقرار العالمي”.
ترامب يكشف تفاصيل المشروع.. و175 مليار دولار تكلفة متوقعة
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، مساء الثلاثاء، عن رؤيته لمنظومة “القبة الذهبية” التي وصفها بأنها “درع دفاعي صاروخي غير مسبوق”، مشيرًا إلى أن النظام سيكون جاهزًا للعمل الكامل قبل نهاية ولايته الرئاسية عام 2029.
ووفقًا لتصريحات ترامب من المكتب البيضاوي، فإن “القبة الذهبية” ستكون قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من الفضاء، وتبلغ تكلفتها التقديرية نحو 175 مليار دولار.
قدرات فضائية واعتراض في أربع مراحل
يتميز النظام المقترح بقدرته على كشف واعتراض التهديدات الصاروخية في أربع مراحل رئيسية، بدءًا من الاكتشاف المبكر وحتى التدمير النهائي للصواريخ أثناء اقترابها من الهدف. ويعتمد المشروع على تقنيات فضائية متقدمة تشمل أقمار مراقبة هجومية وأسطولاً من الأقمار الاصطناعية الاعتراضية.
البنتاغون يخطط.. و”سبيس إكس” مرشحة للمشاركة
تعمل وزارة الدفاع الأميركية على إعداد عدة خيارات للمشروع، تتراوح بين متوسطة وعالية وفائقة التكلفة، وكلها تتضمن قدرات فضائية هجومية. وبرزت شركة “سبيس إكس” المملوكة للملياردير إيلون ماسك، الحليف السياسي لترامب، كمرشح رئيسي لتصنيع مكونات المشروع، إلى جانب شركتي “بالانتير” و”أندوريل”.
هذا التوجه أثار قلقًا بين مشرعين ديمقراطيين، لا سيما فيما يتعلق بالشفافية والمنافسة العادلة في عقود الشراء الحكومية.
مستوحاة من “القبة الحديدية”.. لكن بمدى عالمي
تستمد “القبة الذهبية” إلهامها من نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي المستخدم للدفاع ضد القذائف قصيرة المدى، لكنها تتخطاه بقدرات أوسع ونطاق شمولي عالمي. فوفقًا لترامب، ستُصنع كل مكونات النظام داخل الولايات المتحدة، مع انفتاح على الشراكة مع حلفاء مثل كندا التي أبدت رغبتها في الانضمام إلى البرنامج.
رغم الطموحات الكبيرة، يشكك مراقبون في إمكانية تنفيذ البرنامج على المدى القريب، في ظل الغموض حول التمويل والتدقيق السياسي المرتقب من الكونغرس، بالإضافة إلى التحديات التقنية المرتبطة بنشر أسلحة هجومية في الفضاء.