التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بكبار المسؤولين وقادة الشركات النرويجية، في إطار جولته الأوروبية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاستثماري، تطوير الطاقة الخضراء، ودعم الاستقرار الإقليمي. هذه اللقاءات المتعددة سلطت الضوء على رؤية مصر الطموحة نحو التنمية المستدامة وفتح آفاق جديدة للشراكات الدولية.
لقاءات مع قيادات قطاع الأعمال
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، لقاءات مع المديرين التنفيذيين لشركات “إمباور” و”جولار” النرويجية، والرئيس التنفيذي للوكالة النرويجية للتعاون التنموي، إضافة إلى رئيس جمعية الأعمال النرويجية الإفريقية. وخلال هذه اللقاءات، استعرض الرئيس أبرز الجهود والسياسات التي تنتهجها الحكومة المصرية في خطتها للتنمية الاقتصادية، مع التركيز على تعزيز دور القطاع الخاص وزيادة جاذبية الاستثمار الأجنبي المباشر.
أكد الرئيس السيسي أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا لتطوير قطاع الطاقة المتجددة باعتباره أحد ركائز خططها التنموية، مشيرًا إلى ما تمتلكه البلاد من موارد طبيعية وبنية تحتية متطورة تتيح لها تحقيق طموحاتها في هذا المجال. وعبّر الرئيس السيسي عن تقديره للتعاون مع الشركات النرويجية، مشددًا على أهمية توسيع آفاق هذا التعاون لتحقيق المصالح المشتركة للطرفين.
كما شهد اللقاء توقيع عقد بين شركة “إمباور” النرويجية وشركة “ماجد الفطيم” لتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية في مصر مخصص لأغراض الصناعة، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.
تناولت المباحثات أيضًا فرص التعاون الثلاثي بين مصر والنرويج في القارة الأفريقية، خاصةً فيما يتعلق بدعم مشروعات التنمية. وتم التأكيد على الدور الذي تلعبه الشركات المصرية في أفريقيا، مع تسليط الضوء على إمكانية الاستفادة من الخبرات المصرية لتقديم دعم ملموس لدول القارة في مواجهة تحدياتها التنموية.
تعزيز العلاقات الثنائية
خلال زيارته أمس إلى النرويج، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بجلالة الملك هارالد الخامس، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشاد الملك بالدور المصري المحوري في القارة الأفريقية والشرق الأوسط، معربًا عن تقدير بلاده لما تشهده العلاقات بين مصر والنرويج من تطور إيجابي في السنوات الأخيرة.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن شكره لجلالة الملك على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، كونها أول زيارة لرئيس مصري إلى النرويج منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1936. ودعا الرئيس السيسي الملك هارالد الخامس لزيارة مصر والمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، ما يعكس الحرص على تعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين.
لقاء رئيس الوزراء النرويجي:
التقى الرئيس السيسي أيضًا برئيس الوزراء يوناس جار ستور، حيث تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وأكد الرئيس السيسي على حرص مصر على جذب الاستثمارات النرويجية، خاصة في قطاع الطاقة الخضراء، مشيرًا إلى استعداد مصر للتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وشهد اللقاء توافقًا بين الجانبين على أهمية استمرار التشاور السياسي وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، خاصة فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما تم توقيع مذكرة تفاهم لتدشين آلية للتشاور السياسي بين البلدين، ما يمثل خطوة هامة لتعزيز التنسيق الدبلوماسي بين القاهرة وأوسلو.
دعم التعاون البرلماني:
في إطار تعزيز الحوار بين الشعوب، التقى الرئيس السيسي برئيس البرلمان النرويجي السيد مسعود قره خان وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع. وأكد الرئيس السيسي أهمية التعاون البرلماني بين البلدين، مشيرًا إلى ضرورة تبادل الزيارات والخبرات بين برلماني البلدين لدعم المصالح المشتركة.
تناول اللقاء فرص تعزيز الاستثمارات النرويجية في مصر، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والخضراء، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الدولية مثل تغير المناخ، مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية. وأشاد البرلمانيون النرويجيون بالدور المصري المحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي، مؤكدين دعمهم للجهود المصرية في هذا السياق.
شهدت اللقاءات أيضًا مناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية وقف التصعيد في المنطقة والعمل على إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع التشديد على ضرورة الحيلولة دون تفاقم الصراع.
كما تم التطرق إلى الوضع في القارة الأفريقية، حيث ناقش الجانبان جهود تعزيز الأمن والاستقرار في دول مثل السودان والصومال. وتم التأكيد على أهمية التعاون الثلاثي لتقديم حلول تنموية تسهم في دعم القارة.