Times of Egypt

الرقابة المالية تطلق استراتيجية التدريب الشاملة لقطاع التأمين المصري.. تعرف على تفاصيلها

M.Adam

شهد الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الإطلاق الرسمي لبرنامج “قادة المستقبل – Future Leaders Program” بمقر الهيئة، في إطار تفعيل بروتوكول التعاون الذي وقّعه معهد الخدمات المالية – الذراع التدريبي للهيئة – مع شركات التأمين المصرية، إلى جانب مذكرات التفاهم الموقّعة مع عدد من الجامعات والمعاهد العالمية. ويأتي إطلاق البرنامج في إطار الدور المحوري لقطاع التأمين في الاقتصاد الوطني، وسعيًا إلى تعزيز قدراته وتهيئة جيل جديد من الكوادر المؤهلة للقيادة.

وأكد الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن العالم يعيش مرحلة فارقة تتسارع فيها التغيرات بصورة غير مسبوقة، ما يجعل الاستعداد للمستقبل أولوية قصوى. وقال إن التغيير قادم لا محالة، ولا يمكن لأحد أن يتوقع على وجه الدقة ما الذي سيشهده المستقبل من اضطرابات أو تحولات، لكن المؤكد أن النجاح سيكون حليف من يملك الكفاءة والقدرة على إدارة هذه التغيرات باحترافية ومرونة.

وأوضح رئيس الهيئة أن أبرز هذه التحولات يتمثل في الذكاء الاصطناعي، الذي وصفه بأنه سيغير كل شيء، مشيرًا إلى أن تأثيراته لن تقتصر على نطاق واحد، بل ستمتد لتشمل البنية التنظيمية نفسها، والشركات العاملة في القطاع المالي غير المصرفي، ومكاتب مراقبي الحسابات، وحتى مكاتب المحاماة. وأضاف أننا بصدد ثورة ستعيد صياغة قواعد العمل والإنتاج والخدمات، بما يفرض علينا أن نكون جاهزين لها منذ الآن.

وشدد الدكتور فريد على أن الدور الجوهري للهيئة يكمن في تجهيز الكوادر البشرية والمهنيين لمواجهة هذه التغيرات، معتبرًا أن هذا هو الهدف الأسمى الذي يعمل عليه معهد الخدمات المالية. وقال إننا نملك القدرة على تهيئة الناس ليكونوا مستعدين للتغيير الذي نشهده، وهذا في حد ذاته هو أعظم استثمار يمكن أن نقدمه.

وسلط الدكتور فريد الضوء على ما تتخذه الهيئة من قرارات إصلاحية وتدابير تنظيمية، موضحًا أنها ليست مجرد إجراءات إدارية، بل رؤية متكاملة لإعداد القطاع المالي غير المصرفي لمواجهة تحديات الغد. وأشار إلى أن من بين الخطوات المهمة التي يجري الإعداد لها حاليًا، إصدار قرار جديد بشأن حوكمة شركات التأمين خلال الأيام المقبلة.

وأوضح أن هذا القرار سيحمل نقلة نوعية في القطاع، بالإضافة إلى القرارات التي تصدرها الهيئة في شأن الربط الإلكتروني مع شركات التأمين، مما يسهم في تطوير منظومة البيانات ويعزز كفاءة العمليات ويزيد من ثقة المتعاملين. وأضاف أن الهيئة مدركة لأن قطاع التأمين ركيزة أساسية لأي اقتصاد، وتطويره هو جزء من رؤية أشمل لتهيئة بيئة مالية متطورة وعصرية.

ولفت الدكتور فريد إلى أن كل هذه الجهود، مهما بلغت قوتها على الورق، لن تكون ذات أثر ملموس ما لم تتكامل مع جهود العاملين في القطاع المالي غير المصرفي وقطاع التأمين. وبيّن أن العنصر البشري هو المحرك الحقيقي، وهو من يصنع الفارق.

وفي هذا الإطار، أشار رئيس الهيئة إلى أهمية تأسيس منظومة تمكّن الشباب المقبلين على سوق العمل في هذه القطاعات من مواكبة التغيرات العالمية، والتكيف مع التطورات المتسارعة. وأكد أن الشباب هم المستقبل، وهم الطاقة التي يمكن أن تحمل هذا القطاع إلى مستويات جديدة من التنافسية والابتكار.

وأضاف أن الهيئة تتحرك وفق رؤية مزدوجة، تعزز من قدرات العاملين في القطاعات التي تشرف عليها من جهة، وتعمل على التحول الرقمي من جهة أخرى. وأكد على أهمية التكامل بين التكنولوجيا والعنصر البشري، فالرقمنة أداة حيوية، لكنها تحتاج إلى عقول مدربة وواعية تستثمرها بالشكل الأمثل.

وختم الدكتور فريد كلمته بالتأكيد على أن البرنامج الاستراتيجي للهيئة يمثل حجر الزاوية في هذه الرؤية، فهو الأداة الأهم لتعزيز كفاءة العاملين بالقطاع المالي غير المصرفي، وتجهيزهم لخوض غمار المستقبل، مضيفًا أننا لا ننتظر التغيير لنفكر كيف نواجهه، بل نعمل منذ الآن على صناعة قطاع قادر على التكيف والتطور، تقوده كوادر تمتلك المهارة والعلم والطموح.

شارك هذه المقالة