واصلت أسعار الذهب ارتفاعها في بداية تعاملات اليوم الاثنين، مستفيدة من تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتصاعد القلق بشأن الرسوم الجمركية والخلافات التجارية. وجاء هذا الصعود بعد أن سجل المعدن النفيس مستوى تاريخيًا الأسبوع الماضي متجاوزًا حاجز 3000 دولار للأونصة، وسط تزايد التوقعات بقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وتترقب الأسواق باهتمام اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، والذي يعقبه خطاب لرئيس البنك جيروم باول، حيث من المتوقع أن يقدم إشارات حول مستقبل السياسة النقدية الأميركية. هذه الترقبات تعزز من تقلبات السوق، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن تحوط آمن ضد المخاطر الاقتصادية والتضخم، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة رويترز.
وسجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 2986.53 دولار للأونصة بحلول الساعة 03:07 بتوقيت غرينتش، بعدما تجاوز يوم الجمعة الماضي حاجز 3000 دولار مسجلًا أعلى مستوى له عند 3004.86 دولار للأونصة. وعلى الرغم من ذلك، تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% لتصل إلى 2994.60 دولار للأونصة. ومنذ بداية العام الجاري، حقق الذهب مكاسب بلغت 14%، مدعومًا بتزايد المخاوف من الركود التضخمي واضطرابات الأسواق العالمية.
التوترات الاقتصادية لم تقتصر على أسواق المعادن، بل انعكست أيضًا على ثقة المستهلك الأميركي، حيث هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين ونصف خلال مارس الجاري، وسط تصاعد توقعات التضخم بفعل الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية، مما زاد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. كما أن الأوضاع الجيوسياسية المتوترة، لا سيما مع إعلان الولايات المتحدة استمرار هجماتها ضد الحوثيين في اليمن حتى وقف استهدافهم للسفن، تساهم في زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، شهدت الأسعار تباينًا، حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 33.76 دولار للأونصة، وانخفض البلاديوم بالنسبة ذاتها مسجلًا 963.83 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 994.50 دولار للأونصة.