Times of Egypt

الذهب يسجل قمة تاريخية جديدة تدفع المستثمرين للتهافت على الملاذ الآمن

M.Adam
سببان وراء ارتفاع الذهب لأسعار قياسية

قفزت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة من صباح اليوم الاثنين، مستأنفة موجة صعودها القياسية بعد توقف قصير نهاية الأسبوع الماضي، حين أقدم بعض المستثمرين على جني الأرباح في محاولة لاقتناص مكاسب سريعة من المعدن الذي يواصل تحطيم الأرقام القياسية منذ بداية العام.

وفي تعاملات الساعة 3:20 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.8%، أو ما يعادل 37 دولاراً، ليصل إلى 3385.12 دولاراً للأونصة، محققاً بذلك قمة تاريخية جديدة غير مسبوقة. وفي السياق نفسه، قفزت العقود الآجلة الأميركية تسليم يونيو بنسبة 2% أو ما يعادل 40 دولاراً، لتبلغ مستويات 3397.6 دولاراً للأونصة، متجاوزة أعلى مستوياتها التي سُجِّلت الأسبوع الماضي، ومقتربة من اختراق المقاومة النفسية عند 3400 دولار.

هذا الارتفاع الحاد يأتي مدفوعًا بعدة عوامل متشابكة، أبرزها الهبوط الكبير في سعر الدولار الأميركي الذي تراجع إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، إلى جانب استمرار المخاوف من الركود العالمي الناتجة عن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الكبار، لا سيما الصين والاتحاد الأوروبي. وقد عززت هذه الظروف حالة القلق في الأسواق، دافعة المستثمرين للبحث عن أصول أكثر أماناً، وعلى رأسها الذهب.

وكان المعدن الأصفر قد شهد تراجعًا مؤقتًا نهاية الأسبوع الماضي، حيث هبط بأكثر من 1% في جلسة الخميس، مع توجه المستثمرين لجني الأرباح قبيل عطلة طويلة. وتراجع الذهب حينها في المعاملات الفورية بنسبة 1.2% ليصل إلى 3302.1 دولار، فيما هبطت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.9% إلى 3315 دولاراً، إلا أن الأسعار سرعان ما استعادت اتجاهها الصعودي مع بداية الأسبوع الجديد.

وعزز التوتر التجاري بين واشنطن وبكين مشاعر القلق لدى المستثمرين، إذ عادت طائرة “بوينغ 737 ماكس” مخصصة لشركة طيران صينية إلى الولايات المتحدة، في خطوة تعكس تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. كما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق للنظر في فرض رسوم جمركية جديدة محتملة على جميع واردات المعادن الأساسية، ما اعتُبر تصعيداً خطيراً في النزاع التجاري ومحاولة جديدة للضغط على الصين، الرائدة في هذا القطاع الحيوي.

ورغم الحديث عن اقتراب اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وطوكيو، والمتوقع الإعلان عنه في عطلة نهاية الأسبوع، لا تزال الأسواق تحت تأثير حالة من الضبابية والقلق، في ظل اتساع دائرة الخلافات التجارية التي تشمل أوروبا أيضاً. وقد وصف الرئيس ترامب مفاوضاته مع اليابان بشأن الرسوم الجمركية بأنها “أحرزت تقدماً كبيراً”، غير أن حالة الترقب في الأسواق العالمية لم تتراجع، ما عزز الإقبال على الذهب كأصل آمن.

في هذا السياق، كتب محللو “ساكسو بنك” في مذكرة صدرت الأسبوع الماضي أن “حرب ترامب التجارية لا تُظهر أي مؤشرات على الانحسار”، مشيرين إلى أمره الأخير بالنظر في الرسوم على المعادن المهمة وأشباه الموصلات والأدوية، وهو ما ساهم في تحويل دفة المستثمرين بعيداً عن الأسهم باتجاه أصول الملاذ الآمن.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب تزداد تفاؤلاً يوماً بعد يوم، حيث رفع بنك “إيه إن زد” الأسترالي تقديراته لسعر الذهب بنهاية العام إلى 3600 دولار للأونصة، متوقعاً أن يخترق مستوى 3500 دولار خلال الستة أشهر المقبلة. أما بنك “غولدمان ساكس”، فبقي الأكثر تفاؤلاً من بين البنوك الكبرى، إذ رفع توقعاته لسعر الذهب في نهاية 2025 إلى 3700 دولار، مقارنة بتوقع سابق عند 3300 دولار في مارس الماضي.

وفي سيناريو أكثر جرأة، توقع “غولدمان ساكس” أن يصل الذهب إلى 4500 دولار خلال هذا العام، مستندًا إلى طلب أقوى من المتوقع من البنوك المركزية، بالإضافة إلى تدفقات كبيرة نحو صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة، في إشارة إلى ثقة المستثمرين المتزايدة بالمعدن النفيس كحصن منيع أمام التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.

شارك هذه المقالة