تمكّن الدولار الأميركي من تعويض جزء من خسائره في تعاملات صباح الأربعاء، قبيل ساعات من صدور قرار السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وفي ظل مؤشرات إيجابية بشأن استئناف المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين يوم السبت المقبل.
وجاء هذا الصعود بعد فترة من التراجع الحاد أمام العملات الآسيوية، نتيجة تزايد الشكوك حيال الأصول الأميركية، وغياب اليقين بشأن التوصل إلى اتفاقات من شأنها إنهاء الحرب الحمائية المتصاعدة بين القوى الاقتصادية الكبرى.
ارتفاعات محدودة رغم خسائر الشهر
◄ صعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسة، بنحو 0.3% صباحاً إلى 99.45 نقطة، بعدما لامس مستوى 99.63 نقطة، بحسب بيانات الساعة 5:30 بتوقيت غرينتش.
◄ وارتفع المؤشر بنسبة 0.3% خلال الأيام الخمسة الأخيرة، إلا أنه لا يزال متراجعاً بنسبة 3.4% خلال الثلاثين يوماً الماضية، وبأكثر من 8% منذ بداية 2025، في ظل تصاعد التوترات التجارية.
تحركات العملات العالمية
◄ تراجع اليورو 0.2% إلى 1.1338 دولار، متخلياً عن مكاسب دعمها انتخاب فريدريش ميرتس مستشاراً جديداً لألمانيا.
◄ هبط الين الياباني بنسبة 0.4% بعد ثلاثة أيام من المكاسب، تزامناً مع إعادة فتح الأسواق عقب عطلة استمرت يومين.
◄ خسر الجنيه الإسترليني نحو 0.49% ليصل إلى 1.3362 دولار، وسط ترقب لاجتماع بنك إنجلترا الذي يُتوقع أن يخفض الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الخميس.
ضغوط على عملات الأسواق الناشئة
◄ انخفضت العملة التايوانية 0.7% رغم مكاسب تجاوزت 10% منذ بداية تصعيد الرسوم الجمركية الأميركية.
◄ تراجع الوون الكوري 1.5% بعدما سجل أعلى مستوياته في ستة أشهر مع بداية جلسة التداول.
محادثات مرتقبة تدفع السوق
هدأت الأسواق نسبياً عقب إعلان واشنطن أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون جرير سيلتقيان يوم السبت في سويسرا مع خه لي فنغ، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، في خطوة قد تمهد لتقريب وجهات النظر التجارية.
وقد ساهمت هذه الأنباء في تخفيف موجة بيع الدولار التي اندلعت مؤخراً نتيجة تخلص المستثمرين العالميين من الأصول الأميركية بسبب حالة عدم اليقين.
كما أثّرت تصريحات رئيس البنك الوطني السويسري مارتن شليغل، الذي لمّح إلى استعداد البنك للتدخل في سوق الصرف وخفض أسعار الفائدة إلى ما دون الصفر، في تحركات أسواق العملات.
كل الأنظار على الفيدرالي
تترقب الأسواق العالمية، مساء الأربعاء، قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشير التوقعات إلى تثبيت سعر الفائدة دون تغيير.
لكن هذه الجلسة قد تكون مفصلية في تحديد مسار السياسة النقدية للأشهر المقبلة، في ظل الضغوط المتزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف رئيس الفيدرالي جيروم باول بأنه “متصلب”، مجدداً مطالبته بخفض الفائدة.
وتراجعت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع يونيو المقبل إلى 37% فقط، مقارنة بنسبة 64% قبل شهر، بحسب بيانات الأسواق المستقبلية.
وفي تطور اقتصادي آخر، أظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية اتساع العجز التجاري بنسبة 14% خلال مارس، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 140.5 مليار دولار، نتيجة تسارع الشركات في استيراد السلع قبيل فرض الرسوم الجمركية الأميركية.