شهد الدولار الأميركي تحسناً طفيفاً في تعاملات صباح اليوم الأربعاء، بعد سلسلة من الخسائر الحادة التي هزت أداءه أمام العملات العالمية، وذلك في أعقاب تصريحات تهدئة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السياسة النقدية والخلاف التجاري مع الصين.
وكانت العملة الأميركية قد انزلقت إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات أمام سلة من العملات الرئيسية، وسط ضغوط بيع مكثفة وتوجه المستثمرين نحو عملات الملاذ الآمن مثل اليورو والفرنك السويسري والين الياباني. إلا أن تلك الضغوط تراجعت نسبياً بعد لهجة أكثر إيجابية من ترامب تجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وإشارات إلى مرونة محتملة في موقفه من التعريفات الجمركية.
مؤشرات الدولار: تباين الأداء بعد التراجع
ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة من بينها اليورو والإسترليني والين، بنسبة 0.4% مسجلاً 99.3 نقطة بحلول الساعة 3:00 فجراً بتوقيت غرينتش.
وكان المؤشر قد هبط أمس إلى 97.8 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022، ليسجل تراجعاً بنسبة 6% منذ بداية الشهر الجاري، وبنحو 9.5% منذ بداية العام.
أداء العملات الرئيسية مقابل الدولار:
اليورو تراجع بنسبة 0.5% مسجلاً 1.1363 دولار.
الين الياباني انخفض أمام الدولار بنسبة 0.8% ليصل إلى 142.68 ين.
الفرنك السويسري تراجع 0.7% أمام الدولار إلى مستوى 0.8249.
الجنيه الإسترليني خسر 0.5% من قيمته ليصل إلى 1.3281 دولار.
الدولار الأسترالي صعد بنسبة 0.2% إلى 0.6385 دولار.
الدولار النيوزيلندي ارتفع بنسبة 0.11% إلى 0.597 دولار.
ترامب يتراجع عن لهجته التصعيدية تجاه الفيدرالي
الدعم الأبرز للدولار جاء بعد تصريحات غير متوقعة من ترامب، إذ خفف من حدة هجومه على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وفي مؤتمر صحفي من المكتب البيضاوي، قال ترامب: “لا أنوي إقالة رئيس الفيدرالي… أتمنى فقط أن يكون أكثر فاعلية في تطبيق فكرته بشأن خفض الفائدة.”
هذا التصريح خفف المخاوف من تدخل سياسي مباشر قد يهدد استقلالية الفيدرالي، وهي القضية التي أثارت قلق الأسواق منذ بداية الأسبوع.
أمل جديد في الملف التجاري مع الصين
إلى جانب ذلك، تلقى الدولار دفعة إيجابية من تعليقات أخرى لترامب ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، أكدت على وجود نية حقيقية لخفض حدة التوتر مع الصين. وأشار منوتشين إلى أن الوضع الحالي في العلاقات التجارية بين البلدين “غير مستدام”، مضيفاً أن الهدف ليس الانفصال بين أكبر اقتصادين في العالم، بل “العمل معاً على حلول مشتركة”.
أما ترامب، فقد أعرب عن تفاؤله في إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين يؤدي إلى تقليص كبير في الرسوم الجمركية الحالية، التي تصل في بعض الحالات إلى 145%. ورغم تأكيده أن التعريفات لن تصل إلى الصفر، إلا أنه اعتبر أن أي اتفاق سيشكل تحولاً كبيراً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.