هدأت مكاسب الدولار الأميركي في التعاملات المبكرة من جلسة اليوم الأربعاء، بعد ارتفاعات حادة أعقبت إعلان الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية، ما أثار تفاعلات قوية في الأسواق العالمية وأثر بشكل ملحوظ على الأصول عالية المخاطر.
وجاء هذا التطور بعد محادثات جرت نهاية الأسبوع الماضي في جنيف، حيث اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية بشكل متبادل خلال فترة مفاوضات تمتد لـ90 يوماً؛ إذ ستقلص الولايات المتحدة الرسوم على الواردات الصينية إلى 30%، بينما تخفض بكين رسومها إلى 10%.
الدولار اليوم: تراجع محدود بعد ذروة جديدة
انخفض مؤشر الدولار الرئيسي، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسة، بنسبة 0.15% إلى مستوى 100.87 نقطة بحلول الساعة 4:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
سجل الدولار في وقت سابق من الجلسة مستوى 101.02 نقطة، مقترباً من أعلى مستوى له منذ 9 أبريل الماضي.
وكان المؤشر قد ارتفع بنحو 1.17% خلال تعاملات أول من أمس، متعافياً من أدنى مستوى في ثلاث سنوات بلغه الشهر الماضي، ليلامس مستويات تفوق 101.5 نقطة.
رغم ذلك، لا يزال الدولار أقل بنحو 3% عن مستواه المسجل في 2 أبريل، حين أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، ما تسبب في هروب رؤوس الأموال الأجنبية من الأسهم والسندات الأميركية.
تحركات العملات: انتعاش الإسترليني وصعود اليوان
تراجع الدولار بنسبة 0.25% أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8429 فرنك، متنازلاً عن جزء من مكاسب الاثنين البالغة 1.6%.
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.16% إلى 1.3199 دولار.
قفز اليوان الصيني إلى أعلى مستوى في ستة أشهر عند 7.1855 مقابل الدولار.
صعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.64% إلى 0.6412 دولار، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.55% إلى 0.5889 دولار.
ارتفع الين الياباني بنسبة 0.48% إلى 147.76 للدولار بعد أن كان قد تراجع بأكثر من 2.5% يوم الاثنين.
كذلك صعد اليورو بنسبة 0.25% إلى 1.1114 دولار، بعد هبوط حاد بنسبة 1.4% في الجلسة السابقة.
ما الذي ينتظر الأسواق؟
تتجه أنظار المستثمرين نحو بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأميركي المقرر صدورها يوم غد الخميس، في محاولة لاستشراف اتجاهات السياسة النقدية المقبلة. ويُنظر إلى الذهب كأداة تحوط رئيسية ضد التضخم، وغالباً ما ينتعش عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة.
في هذا السياق، أعلنت وزارة العمل الأميركية أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.2% خلال أبريل، وهو ما يقل عن التوقعات البالغة 0.3%، ويأتي بعد انخفاض نسبته 0.1% في مارس. هذا الأداء قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة لإبقاء أسعار الفائدة ثابتة دون الحاجة إلى خفضها في الوقت الحالي.
توقعات الفائدة: خفض مرتقب في سبتمبر؟
رغم البيانات الإيجابية نسبياً، تُظهر أداة “فيدر ماركت ووتش” أن الأسواق تتوقع أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس خلال العام الجاري، على أن يبدأ ذلك اعتباراً من سبتمبر المقبل.
تحذيرات من تداعيات سياسات ترامب الجمركية
وفي سياق متصل، حذّرت “أدريانا كوغلر”، محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، من أن السياسات التجارية القائمة على التعريفات الجمركية، والتي تنتهجها إدارة ترامب، قد تساهم في رفع معدلات التضخم وتبطئ وتيرة النمو الاقتصادي، حتى في حال خفض الرسوم على الصين.
وقالت كوغلر، في خطاب أُلقي خلال فعالية في دبلن: “من المرجح أن تستمر السياسات التجارية في التطور خلال الأيام المقبلة، لكنها تبقى عاملاً مؤثراً على الاقتصاد حتى إن بقيت الرسوم الجمركية عند المستويات الحالية”.