Times of Egypt

الخليج يحدد سقف القمة!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الدوحة.. خليجية بالأساس. الحضور العربي والإسلامي الكبير رسالة تضامن قوية مع قطر، التي تعرضت لانتهاك سيادتها من جانب إسرائيل. لكن من سيحدد مدى قوة الرد على العدوان.. هي دول الخليج. رئيس الوزراء القطري تساءل بعد الضربة الإسرائيلية: هل يريد نتنياهو إعادة تشكيل الخليج؟. باحث كويتي قال: «علينا اتخاذ موقف الآن. إذا لم نفعل شيئاً، ستكون العواصم الخليجية الأخرى هي التالية».

خلال السنوات الماضية، نجحت الدبلوماسية الأمريكية في التوصل لاتفاقيات بين بعض دول الخليج وإسرائيل.. فيما عُرف بالاتفاقيات الإبراهيمية. اعتقد العرب أن من شأن ذلك، الضغط على إسرائيل وأمريكا.. من أجل تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. لم يحدث ذلك على الإطلاق. 

أرادت إسرائيل – بهذه الاتفاقيات – تأكيد أنها.. يمكنها إقامة سلام مع العرب، بعيداً عن القضية الفلسطينية. ثم جاء العدوان الهمجي على غزة، ليجعل الاتفاقيات الإبراهيمية «حبرا على ورق».. في نظر إسرائيل، التي لم تتورع عن انتهاك كل الأعراف والمواثيق الدولية، وارتكبت من جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتجويع، لكنها لم تجد رد فعل عربيا مناسبا.. أو يقترب حتى من أن يكون كذلك.

خلال العدوان بدت دول الخليج بعيدة عنه.. باستثناء بيانات الشجب والإدانة، والمشاركة في اجتماعات دولية. قطر ساهمت بقوة – مع مصر وأمريكا – في جهود الوساطة.. لوقف العدوان، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. لكن نتنياهو يكاد يكون قد أدخلها الحرب.. بهذا الاعتداء الآثم على سيادتها، ومحاولة اغتيال قادة حماس. بعض الصحفيين والكتّاب الخليجيين كانوا يقدمون تحليلات سياسية.. من موقع المراقب – أو المحايد – البعيد عن النزاع. 

الموقف الآن تغير عن ذي قبل، ويحتاج مقاربة مختلفة.

الحديث هنا ليس عن خيارات عسكرية. رئيس الوزراء القطري استبعده منذ اللحظة الأولى.. متحدثا عن خيارات أخرى (قانونية بالأساس). 

قد يكون من الصعب أيضا على الدول المرتبطة بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل اتخاذ هذا القرار. لكن ذلك لا يعني أنه لا خيارات. على العكس؛ هي كثيرة ويمكن أن تكون مؤثرة مع تل أبيب وواشنطن أيضا. ماذا لو تم تخفيض مستوى العلاقات؟ وتقليص المشاركات في الاتفاقيات الإبراهيمية؟ والمشاركة في الدعاوى المرفوعة ضد إسرائيل في المحافل القضائية الدولية؟ 

لكن الخيار الأهم اقتصادي بالأساس. هناك استثمارات خليجية بمئات المليارات.. في أمريكا وإسرائيل. ماذا لو تم فرض قيود عليها. إن ما تعرضت له قطر ليس عادياً أو حادثاً عابرًا. إنه تغيير في قواعد اللعبة. المفارقة أن نتنياهو.. يصر على تكراره العمل لإنهاء حياة المفاوضين الفلسطينيين. ماذا لو تم أيضاً توجيه رسالة واضحة إلى ترامب – الذي رغم انتقاده الضربة – اعتبرها فرصة للسلام؟!

توجهات القيادات الخليجية هي التي تحدد سقف القمة. 

إسرائيل تخلت – عمليا وعلنيا – عن كل ثوابت حل القضية الفلسطينية، بل تعمل عكسها؛ تهجير الفلسطينيين، وضم الضفة، وقتل حلم الدولة، وإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، وقيام إسرائيل الكبرى. 

نحن أمام كيان مختلف.. يهدد الجميع. لم يعد يريد سلاماً ولا تعايشا مع الآخرين. تفاهمات واتفاقيات ما قبل هذا الجنون، في حاجة إلى إعادة نظر.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة