Times of Egypt

التهديد الأكبر.. إيران أم إسرائيل؟!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

خلال العامين الماضيين – وتحديداً منذ أكتوبر 2023 – أكدت الأحداث «الزلزالية» التي تعرَّضت لها المنطقة العربية.. من فلسطين ولبنان وسوريا.. وصولاً إلى الدوحة، أن التهديد الأكبر الذي يواجهه العرب.. هو إسرائيل. ومع ذلك، هناك من لا يزال يتصوَّر أنه يمكن الثقة بها وبحكومتها، بل وإقامة علاقات طبيعية معها. 

… لم تقنعه – على ما يبدو – جرائم إسرائيل.. من الإبادة الجماعية، والتدمير.. إلى التجويع، والتهجير في غزة؛ معتقداً أن لهذه الوحشية وجهاً آخر، ألا وهو أنها استطاعت إضعاف نفوذ إيران في المنطقة.. من خلال تدمير قدرات حزب الله، ومهاجمة إيران نفسها، وإضعاف إمكاناتها النووية.. بالمشاركة مع واشنطن.

بعض السياسيين والمثقفين العرب يتحدثون عن «مشرق عربي جديد».. لا دور لإيران فيه. يردِّدون أن حزب الله في لبنان، والميليشيات العراقية.. تؤخِّر تحوُّل لبنان والعراق إلى دول حقيقية. يرون أن خروج سوريا من دائرة النفوذ الإيراني – بعد سقوط بشار الأسد – بداية حقيقية لبناء الدولة السورية. 

النفوذ الإيراني في المنطقة.. مثار خلاف عربي/عربي منذ الثمانينيات. في فترات معينة، كان قادة إيرانيون يُفاخرون بأن 4 عواصم عربية (بيروت وصنعاء وبغداد ودمشق) طوع أمرهم. وبغضِّ النظر عن صحة هذا الأمر من عدمه، فإنه أصبح من الماضي. ومع ذلك فإن الحديث عن خطورة إيران، وتهديدها للعرب.. لا يتوقف. 

وعندما يأتي الكلام عن إسرائيل، تتم الإشارة إليها بالقول.. نحن نعرف أنها دولة معتدية وتوسعية، لكن من أعطاها الفرصة؟.. ثم تنطلق الرصاصات الكلامية ضد «حماس»، والفصائل الفلسطينية؛ لأنها شنَّت هجمات 7 أكتوبر 2024. 

الآن، من المفترض أن هناك اتفاقاً لوقف القتال في غزة، وآخر في لبنان. لكن إسرائيل تواصل القصف.. دون أي احترام لأي اتفاق. تستبيح سوريا بشكل شبه يومي، بل تدرس نزع سلاح أجزاء كبيرة منها.

ومع ذلك، هناك من لا يعترف أنها عدو. إنهم يتحسبون لمستقبل قريب.. ترتفع فيه الأعلام الإسرائيلية فوق سفارات جديدة لتل أبيب في دول عربية، ستنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية. نادراً ما تجد سياسياً عربياً يتحدث بصراحة وجرأة.. عن طبيعية إسرائيل، ونواياها بالنسبة للعرب. لكن الأمير تركي الفيصل – رئيس المخابرات السعودية الأسبق – فعلها. فقد قال – قبل أيام – إن إسرائيل.. وليس إيران، هي التهديد الأكبر للاستقرار الإقليمي. 

واستطرد، في كلمة – أمام مؤتمر معهد «ميلكن» البحثي الأمريكي، في أبوظبي – قائلاً: «إسرائيل صانعة المشاكل، ويجب على أمريكا كبح جماحها. عندما يقوم الإسرائيليون بقصف سوريا، ومواصلة شن الغارات على الفلسطينيين في غزة، وضرب أهداف لبنانية، فإن ذلك لا يبشر بالسلام في منطقتنا». 

لم يكتفِ الفيصل بذلك، بل قال: «إن استهداف قيادات حماس في العاصمة القطرية الدوحة، كان إشارة تحذير.. أظهرت ضرورة توحُّد دول مجلس التعاون الخليجي للدفاع عن نفسها». وأضاف: «لدينا دولة نووية في المنطقة.. هي إسرائيل، لكن لا أحد يتحدَّث عن ذلك. هذا الأمر يجب أن يُبقينا حذرين متيقظين».

في هذه اللحظات الحاسمة، هناك ضرورة مُلحة لإعادة تصويب البوصلة العربية، وتحديد اتجاهاتها الصحيحة؛ كي نعرف من يهدد حاضرنا ومستقبلنا، ونعمل على هذا الأساس.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة