Times of Egypt

البيت الأبيض.. عنوان التطرف الصهيوني!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..

أليس غريباً.. أن نتنياهو لم يتحدث علانية عن تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، وترك المهمة لوزرائه المتطرفين؛ أمثال سموتريتش وزير المالية، وبن غفير وزير الأمن القومي.. المستقيل احتجاجاً على صفقة إعادة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار، بينما يتبنى ترامب أفكارهما، ويتعهد بتنفيذها؟
أليس مدهشاً.. أن بعض أركان الإدارة الأمريكية الجديدة، يزايدون على غلاة التطرف اليميني الإسرائيلي.. فيما يتعلق بالتهجير، وضم الأراضي الفلسطينية، ووأد حلم الدولة الفلسطينية؟

الإدارة الأمريكية السابقة هددت بمعاقبة بن غفير وسموتريتش.. لمسؤوليتهما عن الاستيطان والعنف ضد الفلسطينيين، لكنها تراجعت نتيجة ضغوط اللوبي اليهودي.
الآن، يحدد هذان المتطرفان.. أجندة واشنطن في الشرق الأوسط.
كان من بين أفكار المتطرفين في حكومة نتنياهو، أن تقبل دول العالم أعداداً محددة من أبناء غزة.. المستعدين للانتقال إلى دولة أخرى. أطلقوا على ذلك إعادة توطين، وليس ترحيلاً قسرياً. ترامب نقل الفكرة إلى مكان آخر. اقترح حلاً.. يتجاوز المبادئ والقيم والمعتقدات والثوابت، بل الواقع ذاته. رؤيته كمقاول عقارات، أنه عندما يتعرض أحد الأحياء السكنية للهدم والدمار، يتم نقل السكان خارجه.. حتى إعادة البناء. يمكن بعد ذلك إعادتهم، أو استخدام الأبنية الجديدة بفي غرض آخر.. مع تعويض الذين تركوه.
يتحدث ترامب عن اقتراحه تهجير 1.5 مليون غزاوي.. بصورة تبدو إنسانية. يجب عدم تركهم في مكان جرى تدميره تماماً. لا ينظر إلى التهجير باعتباره قتل هوية وطنية.. متجذرة بعمق في الوعي الفلسطيني، الذي عانى الملايين منه النزوح والتشريد منذ نكبة 1948.
القضية بالنسبة له «لوجستية».. كيف سيتم الترحيل والجدول الزمني لإعادة البناء؟ ومن يدفع التكاليف؟.. لكن – في عمق الاقتراح – تكمن رؤيته السياسية والعنصرية. كوبي مايكل – الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي – يقول: «إنها لحظة نادرة، عندما يكون لديك رئيس أمريكي.. يقف – ليس فقط – إلى جانب حكومة إسرائيل، بل مع المكونات الأشد تطرفاً داخلها. والأهم، أنه يتماشى مع الصهاينة من اليمين المتطرف.. مثل حركة «كاهانا الإرهابية» شاس، والتي يُعتبر بن غفير امتداداً لها».
اقتراح ترامب.. من شأنه تشجيع الجماعات اليهودية المتطرفة، على إغراق غزة بالمستوطنات. دانييلا فايس – زعيمة حركة المستوطنين المتطرفة – قالت: «لن يكون هناك عربي. أنا أتحدث عن أكثر من مليوني عربي.. لن يبقوا في غزة. نحن اليهود سنكون سكان غزة». الفاشية المتطرفة تستخدم لفظ «عربي»، لأنها لا تعترف بشعب اسمه الشعب الفلسطيني. جاءت تصريحات ترامب برداً وسلاماً على أمثال فايس، وكل دعاة التطهير العرقي في إسرائيل. سموتريتش أشبعه قصائد مدح.. قائلاً: «إنه إذا أراد شيئاً أن يحدث فإنه سيحدث».

لا يعني هذا أن نتنياهو لا علاقة له بما يجري. هناك حديث عن تنسيق وتشاور.. جرى، قبل إعلان ترامب فكرته، لكن الليكودي المحترف، ترك للمتهور – الذي يقود أمريكا – تقديمها للعالم.
لم يعد سموتريتش وبن غفير – ومن ورائهما نتنياهو – المعبرين فقط عن التطرف. البيت الأبيض هو العنوان الجديد للتطرف.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة