Times of Egypt

 الإرادة والإنسان.. سر نجاح التجربة المصرية في مواجهة الإدمان

M.Adam

أشاد وفد من البرلمانيين العرب والآسيويين بالتجربة المصرية في مواجهة ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات، معربين عن إعجابهم بما حققته مصر من تقدم في هذا المجال، وسعادتهم بزيارة أحد المراكز العلاجية التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بجمهورية مصر العربية.

ووصف الوفد، الذي يضم ممثلين عن دول اليابان، سريلانكا، المالديف، المغرب، تونس، الفلبين، عمان، العراق، البحرين، الأردن، كمبوديا، الإمارات، طاجيكستان، جيبوتي والجزائر، التجربة المصرية بأنها رائدة على مستوى المنطقة، معربين عن تطلعهم إلى الاستفادة منها وتطبيقها في بلدانهم.

جاء ذلك خلال استقبال الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، للوفد البرلماني العربي الآسيوي، بحضور النائب أحمد فتحي، وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، ومحمد الصمادي، الأمين العام لمنتدى البرلمانيين العرب للسكان.

وخلال الزيارة، اصطحب الدكتور عمرو عثمان الوفد في جولة داخل أحد المراكز العلاجية التابعة للصندوق، حيث اطلعوا على مكوناته التي تضاهي أفضل مراكز علاج الإدمان في العالم. ويضم المركز مساحات خضراء وقاعات للعلاج النفسي والدعم الاجتماعي وصالات للألعاب الرياضية، إضافة إلى ملعب كرة قدم خماسي، وصالات جيم منفصلة للرجال والسيدات، وقاعة موسيقى ومسرح ومكتبة ومطعم، إلى جانب ورش تدريب مهني لتأهيل المتعافين ودمجهم في سوق العمل ضمن برنامج “العلاج بالعمل”.

وأشاد أعضاء الوفد بما شاهدوه من خدمات علاجية وتأهيلية تقدم مجانًا وفقًا للمعايير الدولية، وبمشاركة المتعافين أنفسهم في تنفيذ أعمال المركز داخل ورش “العزيمة” التابعة للصندوق.

وخلال اللقاء، استعرض الدكتور عمرو عثمان تجربة الصندوق في الحد من الطلب على المخدرات، موضحًا أن الصندوق يمثل الآلية الوطنية لمكافحة الإدمان في مصر من خلال برامج وقائية وعلاجية عالية الجودة تستند إلى الأدلة العلمية ومبادئ حقوق الإنسان. وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات التي أُطلقت مؤخرًا تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم تنفيذها بالتعاون مع الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية المعنية.

وأوضح أن الاستراتيجية ترتكز على التحول من مرحلة التوعية إلى الوقاية الفعلية داخل المؤسسات التعليمية والشبابية، وتنفيذ برامج موجهة للأسرة للكشف المبكر عن التعاطي، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للمشكلة، واستثمار المؤسسات الدينية في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول المخدرات، إلى جانب التوسع في خدمات العلاج المجانية بالمحافظات الأقل طلبًا عليها.

وأضاف عثمان أن التجربة المصرية تتجاوز العلاج إلى إعادة التأهيل والإدماج المجتمعي عبر الدعم النفسي والاجتماعي، والتدريب المهني، والتمكين الاقتصادي للمتعافين، إلى جانب جهود مكافحة الوصمة الاجتماعية. وأعلن عن إطلاق أول ليسانس متخصص في علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية بالتعاون بين صندوق مكافحة الإدمان وجامعة بنها، وهو البرنامج الأول من نوعه في الشرق الأوسط لإعداد كوادر مهنية مؤهلة علميًا في هذا المجال.

كما استعرض اللقاء نماذج من الحملة الإعلامية الشهيرة “أنت أقوى من المخدرات” التي ينفذها الصندوق بمشاركة النجم العالمي محمد صلاح، والتي أسهمت في رفع الوعي المجتمعي وزيادة الاتصالات على الخط الساخن (16023) بنسبة 500%. وحققت الحملة أكثر من 190 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما نالت المركز الثالث عالميًا في مسابقة دبي للأعمال الإبداعية، وتم عرضها في مؤتمرات دولية كنموذج ناجح للتوعية بمخاطر الإدمان.

شارك هذه المقالة