تتجه الأنظار إلى مدينة أسوان في جنوب مصر، التي ستشهد مراسم تشييع جثمان الأمير كريم الحسيني آغاخان الرابع، الإمام التاسع والأربعين للطائفة الإسماعيلية. أصدر وزير الطيران المدني المصري، سامح الحفني، توجيهات بتقديم كافة التسهيلات لاستقبال جثمان الأمير الراحل في مطار أسوان الدولي، وذلك على متن طائرة خاصة قادمة من لشبونة، مع ضمان استقبال الوفود المرافقة وتنظيم مراحل الوصول والمغادرة بشكل دقيق.
من هو الأمير كريم الحسيني آغاخان الرابع؟
الأمير كريم الحسيني، المولود في جنيف بسويسرا عام 1936، هو الإمام الروحي للطائفة الإسماعيلية التي تضم نحو 15 مليون شخص حول العالم. وُلد كابن أكبر للأمير علي خان وزوجته جوان يارد بولر، ويحمل الجنسيات البريطانية والبرتغالية، إضافة إلى منحه الجنسية الفخرية الكندية عام 2010 تقديراً لأعماله الإنسانية.
على مدى أكثر من ستة عقود، قاد الأمير كريم شبكات تنموية وخيرية بارزة، من أبرزها شبكة الأغاخان للتنمية، التي ساهمت في مشروعات ضخمة شملت تطوير المدارس والمستشفيات في إفريقيا وآسيا، وتوفير الطاقة للمناطق الفقيرة، إضافة إلى مشروعات ترميم أثرية بارزة في مصر، مثل تطوير حديقة الأزهر وترميم مسجد الأمير آق سنقر المعروف بـ”الجامع الأزرق”.
لماذا اختار أسوان مثواه الأخير؟
ارتبطت عائلة الأغاخان بمدينة أسوان منذ منتصف القرن الماضي، حيث نُصح جد الأمير كريم، الأغاخان الثالث، بالاستشفاء في رمال أسوان الدافئة بسبب معاناته من الروماتيزم. بعد تحسن حالته الصحية، قرر بناء ضريح هناك ليكون مدفنه. وبالفعل، بعد وفاته عام 1957، أقيمت له جنازة شعبية كبيرة في أسوان، وهو ما تكرر لاحقاً عند دفن زوجته البيجوم أم حبيبة.
وداع عالمي لشخصية بارزة
الأمير كريم آغاخان الرابع لم يكن فقط رمزاً دينياً، بل كان شخصية عالمية تحظى بتقدير دولي واسع لدوره في تعزيز التنمية ومحاربة الفقر. نعاه العديد من القادة والشخصيات العالمية، من بينهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الذي وصفه بـ”أحد أعظم فاعلي الخير في العالم”.
جنازة الأمير ستشهد حضور وفود رسمية ودولية، وسط اهتمام إعلامي كبير، نظراً لأهمية الدور الذي لعبه الأغاخان الرابع في مختلف مجالات التنمية والعمل الخيري حول العالم.