تستمر المأساة الإنسانية في غزة وسط قصف إسرائيلي عنيف لا يميز بين مدني وعسكري، حيث شهد قطاع غزة، مساء الخميس، واحدة من أعنف المجازر التي أودت بحياة 33 شهيداً وأدت إلى إصابة وفقدان 84 شخصاً، في استهداف وحشي لمربع سكني مكتظ في مخيم النصيرات.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارة مروعة على مربع سكني في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، يضم عدة بنايات مكتظة بالسكان المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال. وأوضح البيان أن الغارة خلفت 33 شهيداً حتى الآن، غالبيتهم من عائلة الشيخ علي، فضلاً عن إصابة وفقدان عشرات آخرين تحت الأنقاض.
وأكد البيان أن هذه المجزرة تأتي في سياق ما وصفته بجريمة إبادة جماعية تستهدف القطاع المحاصر منذ سنوات، حيث ترافق هذا القصف مع استهداف مباشر للبنية التحتية الصحية، عبر ضرب المستشفيات ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، مما يهدد حياة الجرحى والمصابين بشكل مضاعف.
قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الضربة استهدفت ما وصفه بـ”إرهابي كبير” مسؤول عن هجمات ضد مدنيين وجنود إسرائيليين. وزعم أن المنطقة المستهدفة كانت تحتوي على مخازن أسلحة، مما تسبب في “انفجارات ثانوية” ألحقت أضراراً بالمباني المجاورة.
في المقابل، أكدت مصادر فلسطينية أن القصف الإسرائيلي طال أهدافاً مدنية بحتة، بينها مستشفيات ومدارس تديرها الأمم المتحدة، تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين الفارين من القصف. وأضافت المصادر أن الاحتلال أصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان حيي الرمال والصبرة بمدينة غزة، في خطوة قد تكون تمهيداً لاستهداف مناطق أخرى بالقصف العنيف.
أرقام مأساوية تعكس حجم الكارثة
بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فإن عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغ حتى الآن 44,835 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 106,356 شخصاً. ولا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر وانهيار المنظومة الصحية.
يدفع الفلسطينيون في غزة ثمناً باهظاً، إذ يضطرون للنزوح بشكل متكرر بحثاً عن ملاذ آمن، إلا أن دائرة العنف لا تترك لهم خياراً، حيث تطال الغارات الإسرائيلية المنازل، المستشفيات، والمدارس التي تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين.
وسط استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، تناشد الجهات الفلسطينية والمنظمات الإنسانية المجتمع الدولي للتدخل العاجل ووقف الجرائم التي ترتكب بحق سكان غزة المحاصرين، في ظل كارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، تهدد حياة الملايين وتدمر البنية التحتية للقطاع بالكامل.