عقد الأردن، الأحد، اجتماعًا موسعًا لدول جوار سوريا، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع وقادة الجيش والاستخبارات من تركيا وسوريا والعراق ولبنان، لبحث المستجدات الأمنية والتطورات السياسية في سوريا، وسط مساعٍ لتعزيز التنسيق الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة.
وخلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن “أمن سوريا واستقرارها جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة”، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية لمحاربة الإرهاب، لا سيما تنظيم داعش، ودعم سوريا بما يحقق أمنها واستقرارها. كما اتهم إسرائيل بالسعي إلى خلق حالة من الفوضى لتحقيق أهدافها في المنطقة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، على أهمية فتح حوار سياسي شامل يضم جميع مكونات الشعب السوري، معتبرًا أن استقرار العراق لا ينفصل عن استقرار جاره السوري. وأكد أن مواجهة تنظيم داعش تتطلب دعمًا إقليميًا ودوليًا متواصلًا.
في السياق ذاته، أدان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، السياسات الإسرائيلية في سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده تدعم جميع الخطوات التي تضمن حماية أرواح السوريين دون تمييز. وكشف عن اتفاق الاجتماع على وضع خطة لإنشاء غرفة عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن بلاده مستمرة في مواجهة تنظيم داعش.
أما وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، فقد أكد استعداد دمشق للعمل المشترك من أجل تحقيق مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة، مشددًا على أن الحكومة السورية الجديدة ستكون الضامن للسلم الأهلي. وأوضح أن الدولة لن تسمح لأي جهة بتقويض سلطتها، متعهدًا بإحالة جميع المتورطين في الانتهاكات إلى القضاء.
ورغم الإجماع على ضرورة تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش، إلا أن تباين الرؤى حول مستقبل سوريا، وآلية الحل السياسي فيها، لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق توافق إقليمي شامل، ما يفتح الباب أمام مزيد من المباحثات والوساطات خلال الفترة المقبلة.