عمرو الشوبكي
زيارة الرئيس الأوكراني للولايات المتحدة، والاجتماع الذي انعقد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – بحضور وفد من «أولياء الأمور» الأوروبيين – حسم مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية.
فقد حضر مع «زيلينسكي» رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب.
في الاجتماع، تراجع ترامب عن مطلبه الأساسي بوقف إطلاق النار.. كشرط لمفاوضات السلام، بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، يوم الجمعة السابق، وتطرق الاجتماع إلى تفعيل التفاهمات التي جرت بين ترامب وبوتين.. بخصوص شروط الأخير لوقف الحرب، وإنهاء الصراع مع أوكرانيا. وكان زيلينسكي – قبل الاجتماع مع ترامب – دعا إلى تقديم ضمانات أمنية لبلاده.. على غرار ما هو معمول به في حلف شمال الأطلسي؛ دون أن يعني ذلك انضمامها للحلف كما طالبت روسيا.
فقد أكد ترامب – على منصته «تروث سوشال» – ما سبق وكرره أكثر من مرة.. بأن: «لا استعادة للقرم – التي منحها أوباما لروسيا (قبل 12 عاماً من دون إطلاق رصاصة واحدة) – ولا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي»، وبدا واضحاً أنه يعتبر أن القرم باتت أرضاً روسية، وأن على الرئيس الأوكراني أن يقبل – هو وأولياء أموره – ليس فقط «روسية القرم»، إنما أيضاً التخلي عن معظم منطقة الدونباس.. التي تسيطر عليها روسيا حالياً، وهو الأمر الذي كان الرئيس الأوكراني لا يزال يرفضه، ووصفه الرئيس الفرنسي أنه.. ليس سلاماً إنما استسلام.
بالمقابل، فإن روسيا قبلت أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية، ولأن الأوروبيين قبلوا سيطرة روسيا على هذه الأراضي، فإنه لم يكن أمام زيلينسكي.. إلا أن يتجرع مرارةَ هذه التسوية، ويقبل إنهاء الحرب.. وفق هذه الشروط الجديدة؛ لأنه عندها عرف أن كل حلفائه قد اختاروا الموافقة على مضمون التفاهم الأمريكي-الروسي، وإنه لم يعد أمامه إلا التوقيع على هذا الاتفاق.
لم تستطيع دول الاتحاد الأوروبي تغيير معادلات الحرب الروسية الأوكرانية، فهي لا تمتلك القدرة على حسمها بالقوة العسكرية، ففي ظل الدعم الأمريكي السخي لأوكرانيا في عهد بايدن.. خسرت أوكرانيا معظم أراضي الدونباس، كما أن تعامل ترامب مع حلفائه الأوروبيين – بفكر «الصفقة التجارية»؛ بمعنى إذا حميتك أو دافعت عنك فيجب أن تدفع مقابل ذلك بصرف النظر عن وجود علاقة تحالف أم لا – هذه الطريقة أضعفت موقف الاتحاد الأوروبي، الذي لم يستطع بعد أن يبني قوة عسكرية مشتركة.. قادرة على الحركة والفعل بشكل موحد ومستقل.. عن المظلة الأمريكية.
نتائج اجتماع أمريكا حددها مزاج ترامب، وليس أوراق زيلينسكي وأولياء أموره.. الذين صحبهم معه في واشنطن.
نقلاً عن «المصري اليوم»