Times of Egypt

إيران ترفع مستوى التأهب بمنشآتها النووية وسط مخاوف من هجوم محتمل

M.Adam

وضعت إيران أنظمتها الدفاعية في حالة تأهب قصوى حول منشآتها النووية، تحسبًا لهجوم محتمل قد تنفذه إسرائيل بدعم أمريكي، وفقًا لما نقلته صحيفة التلغراف البريطانية عن مصادر حكومية رفيعة المستوى.

وأكد مصدران مطلعان أن طهران كثفت إجراءاتها الأمنية حول المواقع النووية والصاروخية الرئيسية، من خلال نشر المزيد من أنظمة الدفاع الجوي. وأشار أحد المصدرين إلى أن إيران تتعامل مع التهديدات بجدية قصوى، قائلاً: “السلطات تتوقع الهجوم كل ليلة، وتم وضع جميع المواقع، بما في ذلك تلك التي لا يعرفها أحد، في حالة تأهب تام”.

وأوضح المصدر ذاته أن تعزيز الحماية لهذه المواقع كان قائمًا بالفعل منذ سنوات، لكنه تسارع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأول العام الماضي. وتصاعدت هذه الإجراءات بعد تصريحات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي أشارت إلى دعمه لأي تحرك إسرائيلي لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وتتزامن هذه التطورات مع تحذيرات استخباراتية أمريكية سابقة لإدارتي جو بايدن وترامب، بأن إسرائيل قد تستهدف المواقع النووية الإيرانية خلال العام الجاري، مما زاد من التوترات الإقليمية.

تواصل إسرائيل وإيران خوض حرب غير معلنة منذ سنوات، حيث تنفذ كل منهما عمليات عسكرية ضد الأخرى بشكل مباشر أو عبر وكلائها. ففي أكتوبر 2023، شنت إيران هجومًا غير مسبوق باستخدام 200 صاروخ على إسرائيل، التي ردّت بهجمات جوية. لكن المخاوف الحالية تتركز حول إمكانية تصعيد المواجهة إلى مستوى جديد، حيث تزداد التكهنات بشأن ضربة إسرائيلية واسعة ضد إيران، خاصة مع احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي محاولة لتعزيز دفاعاتها، تمتلك إيران أنظمة دفاع جوي روسية من طراز “إس-300″، لكنها تعتبرها غير كافية للتصدي للأسلحة الإسرائيلية المتطورة. لهذا السبب، تكثف طهران جهودها للضغط على موسكو لتسريع تسليمها منظومة “إس-400” الأكثر تقدمًا. كما أعلن قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، أن بلاده تعمل على تطوير نظام دفاع صاروخي باليستي لمواجهة أي هجمات محتملة.

رغم التطوير المستمر للدفاعات الإيرانية، يرى الخبراء أن هجومًا واسع النطاق قد يضعف قدرات إيران الدفاعية بشكل كبير، لا سيما في ظل الضربات الإسرائيلية السابقة التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية.

ويعتقد المحللون أن إسرائيل لن تتمكن من القضاء على البرنامج النووي الإيراني بمفردها، مما يجعل الدعم الأمريكي ضروريًا لأي عملية عسكرية كبرى. وفي هذا السياق، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل والتز، أن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تسمح لإيران بالاقتراب من امتلاك سلاح نووي. بينما أكد ترامب دعمه المطلق لإسرائيل في حال قررت توجيه ضربات عسكرية ضد طهران.

في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه ترامب عام 2018، تضغط الولايات المتحدة من أجل نزع السلاح النووي الإيراني بشكل كامل، ما يخلق فجوة كبيرة في المفاوضات.

وبحسب تقرير التلغراف، فإن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي مستدام تظل ضئيلة في ظل هذه المطالب المتضاربة، مما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري في الأشهر المقبلة. ونتيجة لذلك، تستمر إيران في تعزيز دفاعاتها واستعداداتها تحسبًا لأسوأ السيناريوهات.

شارك هذه المقالة