Times of Egypt

إنجلترا تستيقظ.. وتحاول إنقاذ أطفالها! (1-2)

M.Adam

مودي حكيم

في طفولتنا – وطفولة ما بعدنا من أجيال حتى نهاية القرن العشرين – كانت مرحلة الطفولة تقوم دائماً وبشكل أساسي.. على اللعب، كأبرز المقومات التربوية للطفل، لتوفير فرص الابتكار، والتشكيل، وتنمية الإدراك الحسي، وتطوير مهارات التفكير عند الطفل؛ فيدركُ، ويتخيل ويفكر ويتذكر ويتبصر… لكننا تركنا ذلك يتلاشى تدريجياً. وأصبحنا نملأ كل وقت الأطفال بـ«التكنولوجيا». 

وفي نهاية التسعينيات، اعتقدنا أن الإنترنت سيجعل أطفالنا أكثر ذكاءً. ولأن معظمنا كان متفائلاً بالتكنولوجيا، لم نأخذ حذرنا.. عندما بدأ أطفالنا يقضون أربع أو خمس أو ست ساعات يومياً، على هواتفهم والشاشات الأخرى، ليصل استخدام الأطفال للشاشات من سبع إلى تسع ساعات يومياً. 

عالم النفس الاجتماعي في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك.. جوناثان هايدت – الذي يبحث في علم النفس الأخلاقي والسياسي – يفسر هذا الوضع قائلا: «إن الأشخاص الذين وُلدوا بعد عام 1995، كانوا هم أول أشخاص في التاريخ، يمرون بمرحلة البلوغ.. وهم يحملون في جيوبهم بوابة، تنقلهم إلى عالم بديل. لم يكن هذا الأمر مفيداً أو محموداً على أي حال، بل إن الأثر الذي أحدثه ذلك على رفاهيتهم كان مدمراً». 

جاءت هذه هي الكلمات – التي انتقاها جوناثان هايدت – لتعريف الآباء بمدى خطورة الأجهزة الذكية، واستخدام الأطفال المكثف لها، وذلك في كتابه الأخير، الذي حمل اسم «الجيل القلق» (The Anxious Generation)؛ الذي احتل المرتبة الأولى في قائمة الكتب غير الخيالية الأكثر بيعاً، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

واليوم استيقظت المملكة المتحدة فجأة.. على مخاطر الإنترنت على أطفالها، بعد أن أصبح جزءاً أساسياً من حياة جميع البشر.. بمن فيهم الأطفال، فهذا جيل وُلد ليكبس زراً ويفتح شاشة. والآباء سعداء، فأطفالهم في أمان بعيداً عن رفقاء السوء ومخاطر الطريق، كل منهم في غرفته مع أجهزته، وهم لا يدرون أن المحتوى الذي يشاهدونه أخطر من الطريق، وأن رفقاء السوء يتسللون إلى منازلهم.. من كل أنحاء العالم. وهم لا يعلمون أن الصمت قد يكون مضللاً، وأن البعض منهم ينامون في الصف الدراسي، ولا ينتبهون لدراستهم، لأنهم كانوا مستيقظين طوال الليل.. وهم يلعبون على أجهزتهم وهواتفهم. 

وبلغ الأمر ببعضهم، تنظيم مسابقة على واتساب (WhatsApp) أيهم يلعب مدة أطول، ويمكنه البقاء مستيقظاً أطول وقت. وكان الفائز طفلاً أرسل آخر رسالة.. في الساعة الرابعة فجراً. كما وُجد أن التلاميذ – الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والنصف إلى 11 عاماً – يمكن أن يصابوا بصدمة نفسية، بسبب مقاطع الفيديو المروعة.. التي يشاهدونها على الإنترنت، وأن الأطفال يحتاجون إلى دواء للنوم، وهذا أمر مقلق جداً.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة