Times of Egypt

إعمار إسرائيل!

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبدالقادر شهيب

رغم أن ترامب لم يهتم بإعادة إعمار قطاع غزة، وبالمبادرة المصرية الخاصة بذلك.. التي لاقت تأييداً عربياً وأوروبياً، ومن عدد كبير من الدول الأفريقية والآسيوية، إلا أنه اهتم مؤخراً بإعادة إعمار إسرائيل.. بعد التدمير الذي لحق بمنشآتها الأمنية والعسكرية وغير العسكرية.

والأنكى، أنه طالب العرب بتمويل إعادة إعمار إسرائيل، رغم أن التدمير الممنهج.. الذي تعرَّض له قطاع غزة؛ واسع النطاق، وطال كل مباني ومدارس ومستشفيات القطاع، بل ومخيماته أيضاً التي لاذ بها أهل غزة.. بعد تدمير منازلهم!

إنها إهانة بالغة للعرب.. من قبَل الرئيس الأمريكي، عندما يطالبهم بتمويل إصلاح ما أفسدته ودمرته الصواريخ الإيرانية داخل إسرائيل في اثني عشر يوماً! فهل هناك استهانة بالعرب أكثر من ذلك.

إن ترامب لم يكفه تريليونات الدولارات.. التي جمعها في رحلته للخليج، ويطالب بأن يمول العرب إعادة تعمير إسرائيل، ولا يطالب إسرائيل بتمويل إعادة إعمار ما دمرته في قطاع غزة. وهذا هو الحق والعدل وما يقتضيه القانون الدولي. أليس الغرب يطالب الآن بإعادة إعمار أوكرانيا.. من الأموال الروسية المجمدة لديه؟!

ولكن لماذا نتعجب ونندهش؟! أليس ترامب – الذي يريد تمويل العرب لإعادة إعمار إسرائيل – هو الذي عاقب قضاة محكمة العدل الدولية، لأنهم قضوا بإلقاء القبض على نتنياهو.. لأنه ارتكب جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة. 

وهو أيضاً الذي أذن لنتنياهو.. بعدم تنفيذ اتفاق الهدنة، واستئناف الحرب الوحشية ضد أهل غزة. 

وهو أيضاً الذي طالب بالعفو عن نتنياهو، والكف عن محاكمته في قضايا فساد؟!

إن الذي يدعو للدهشة والتعجب حقاً.. هو موقفنا نحن العرب؛ الذين لم يخرج مسؤول واحد بيننا.. يستنكر ويرفض دعوة ترامب!

نقلاً عن «فيتو»

شارك هذه المقالة