Times of Egypt

إسرائيل تقصف غزة في ذكرى اندلاع الحرب وتفاقم معاناة الفلسطينيين وقطر ترى أن خطة ترامب تتطلب عملا كثيرا

M.Adam
نازحون جراء القصف الإسرائيلي على غزة

 قصفت دبابات وزوارق وطائرات إسرائيلية مناطق في قطاع غزة اليوم الثلاثاء لتستمر معاناة الفلسطينيين بلا هوادة في الذكرى السنوية الثانية للهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وأشعل فتيل الحرب.

ويسلط ذلك الضوء على التحديات التي تواجه المحادثات بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الصراع.

وقال سكان إن إسرائيل واصلت هجومها بعد أن بدأت حماس وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة أمس الاثنين في منتجع شرم الشيخ بمصر بشأن نقاط صعبة مثل انسحاب إسرائيل من غزة ونزع سلاح حماس.

ويُنظر إلى المحادثات التي تركز على خطة ترامب على نطاق واسع على أنها أكثر التحركات بعثا على التفاؤل حتى الآن لإنهاء حرب تقول سلطات الصحة في غزة إنها أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت القطاع.

واندلعت الحرب عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي تقول إسرائيل إنه تسبب في مقتل 1200 شخص.

* قطر تبدي نهجا حذرا إزاء المحادثات

قالت قطر إنه لا تزال هناك حاجة للانتهاء من الكثير من التفاصيل. وسبق أن توسطت إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في محاولات للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي “الخطة تتكون من 20 نقطة تقريبا. كل هذه النقاط هي بحاجة إلى تفسيرات تطبيقية على الأرض”. وأضاف “مذكور نصا في الخطة أن تسليم الرهائن سيكون نهاية للحرب”.

* لا هدنة بعد مرور عامين على الحرب

قال شهود إن بعض السكان في خان يونس بجنوب القطاع وفي مدينة غزة في الشمال أبلغوا عن قصف مدفعي وجوي عنيف في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء، وأضافوا أن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق عدة من الجو والبحر والبر.

وأطلق مسلحون في غزة مقذوفات عبر الحدود في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في تجمع نتيف هعسره السكني الإسرائيلي، وأعلن الجيش أنه يواصل التصدي للمسلحين داخل قطاع غزة.

وتجمع إسرائيليون في الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس في عدد من المواقع التي تعرضت لأسوأ الهجمات في ذلك اليوم، مثل مكان مهرجان نوفا الموسيقي الذي شهد مقتل 364 شخصا وما يسمى بساحة الرهائن في تل أبيب.

وتقول إسرائيل إن هجوم حماس تسبب أيضا في اقتياد 251 رهينة إلى غزة.

* بيان لمظلة فصائل فلسطينية

في الذكرى السنوية للهجوم، قالت مظلة لفصائل فلسطينية تشمل حماس والجهاد الإسلامي وفصائل مسلحة أصغر “نؤكد أن طريق المواجهة وخيار المقاومة بكل أشكالها هو السبيل الوحيد للتصدي للإجرام الصهيوني”.

وجاء في بيان صادر باسم (فصائل المقاومة الفلسطينية) أن “أي حديث عن نزع سلاح الشعب الفلسطيني هو محاولة لشرعنة وجود الكيان الصهيوني وجرائمه وطي صفحة المشروع الوطني للأبد فلا يحق ولا يجوز لأيٍ من كان الحديث عن نزع سلاحنا الذي سيبقى مشروعا لأن أرضنا فلسطين لن تحرر إلا بالمقاومة”.

وتقول سلطات الصحة في غزة إن الحرب المستمرة منذ عامين أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وإن ثلث هذا العدد تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة. ووصفت إسرائيل هذا الاستنتاج بأنه متحيز “ومخز”.

وفي غزة، أعرب محمد ديب (49 عاما) عن آمال مماثلة في إنهاء الصراع. وقال “اليوم سبعة أكتوبر، الذكرى مر عليها سنتين واحنا عايشين في خوف ورعب وتشريد ودمار، عايشين حياة يعني صعبة ومرار وبؤس الحياة اللي عايشينها، وبنتأمل في هاي المفاوضات الجديدة نوصل لوقف إطلاق النار ووقف الحرب نهائيا”.

* “يجب اغتنام هذه اللحظة”

وعلى الرغم من استمرار العنف، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “أصبح الإفراج الفوري عن جميع الرهائن ووقف إطلاق النار الآن في المتناول… ويجب اغتنام هذه اللحظة لتمهيد الطريق لسلام دائم في المنطقة على أساس حل الدولتين”.

وردت إسرائيل على هجوم 2023 بشن الحرب للقضاء على حماس في غزة واغتيال كبار قادة الحركة خارج القطاع وقادة من جماعات أخرى مدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني واستهداف الحوثيين في اليمن.

وقتلت إسرائيل أيضا قادة عسكريين إيرانيين كبارا وهاجمت المنشآت النووية الإيرانية في قصف استمر 12 يوما انضمت إليها فيه الولايات المتحدة.

لكن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة أدى إلى تسوية معظم القطاع الصغير بالأرض وإلى عزل إسرائيل على المستوى العالمي بشكل متزايد. وأعلن بعض قادة الغرب الاعتراف بدولة فلسطينية، واندلعت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء العالم.

* الجانبان يؤيدان مبادئ خطة ترامب

أيدت كل من إسرائيل وحماس مبادئ خطة ترامب بشكل عام، والتي تنص على وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن وتدفق المساعدات إلى غزة.

وتحظى الخطة كذلك بدعم دول عربية وغربية، ودعا ترامب إلى إجراء مفاوضات على وجه السرعة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي.

ولكن حتى لو تسنى التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات في مصر، ستبقى أسئلة كبيرة عالقة، ومنها ما يتعلق بمن سيحكم غزة ويعيد إعمار القطاع. واستبعد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي دور مستقبلي لحركة حماس.

وقال مصدر في حماس مطلع على المحادثات إن الحركة طلبت جدولا زمنيا واضحا للانسحاب الإسرائيلي وضمانات بانتهاء الحرب.

وقال مسؤول مشارك في خطط وقف إطلاق النار ومصدر فلسطيني إن مهلة 72 ساعة التي حددها ترامب لإعادة الرهائن قد لا يمكن تحقيقها بالنسبة لرفات الرهائن الأموات. وقد يحتاج الأمر تحديد موقع رفاتهم واستعادته من مواقع متناثرة.

شارك هذه المقالة