في ظل التصعيد المستمر بغزة، كشفت إسرائيل هذا الأسبوع عن خطة جديدة لوقف إطلاق النار، قالت إنها تأتي بدعم أمريكي، في محاولة لفرض شروطها بالقوة على حركة حماس. الخطة، التي تختلف عن اتفاق يناير السابق، تزامنت مع تشديد الحصار على القطاع، في رسالة واضحة بأن البديل عن القبول هو المزيد من العقاب الجماعي لسكان غزة.
وبينما تتمسك حماس بشروطها السابقة، يتحرك القادة العرب لوضع رؤية مختلفة تماماً لمستقبل القطاع، بعيداً عن خطط التهجير أو السياحة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلق على الخطة اسم “مقترح ويتكوف”، وقال إنها تختلف عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي، حيث تسعى تل أبيب من خلالها لإجبار حركة حماس على القبول بشروط جديدة، تحت وطأة الحصار الخانق المفروض على القطاع.
وجاء إعلان نتنياهو بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه سابقاً، دون التوصل لاتفاق واضح بشأن المرحلة الثانية، ما زاد الغموض حول مستقبل التهدئة في غزة.
تتضمن الخطة الجديدة مطالبة حماس بالإفراج عن نصف الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لديها، مقابل تمديد الهدنة وبدء مفاوضات حول هدنة طويلة الأمد. اللافت أن إسرائيل لم تطرح أي تعهد بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين جدد، وهو ما كان بنداً رئيسياً في المرحلة الأولى من اتفاق يناير.
في المقابل، اتهمت حماس إسرائيل بمحاولة تقويض الاتفاق السابق، الذي كان ينص بوضوح على الإفراج التدريجي عن الرهائن مقابل إطلاق دفعات جديدة من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، وصولاً إلى وقف إطلاق نار دائم. حتى الآن، لم تعقد أي مفاوضات جوهرية لاستكمال هذا المسار.
وفي خطوة تصعيدية إضافية، أعلنت إسرائيل، الأحد، منع دخول كافة الإمدادات الإنسانية من غذاء ودواء ووقود إلى قطاع غزة، الذي يقطنه قرابة مليوني نسمة، مهددة بفرض “عواقب إضافية” في حال رفضت حماس الخطة الجديدة.
على الجانب الآخر، بدأت بعض الدول العربية تحركات لصياغة رؤية سياسية لما بعد الحرب في غزة، تسعى لمواجهة مقترحات مثيرة للجدل، أبرزها الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تدعو إلى إعادة توطين سكان القطاع في دول أخرى، وتحويل غزة إلى منطقة سياحية.
ومع تعثر الجهود السياسية وغياب أي أفق حقيقي لاتفاق دائم، تبقى كل السيناريوهات مطروحة، خاصة مع تهديدات إسرائيل المتكررة بالعودة إلى التصعيد العسكري في أي لحظة.