Times of Egypt

إسرائيل تعلن تسلّم جثماني رهينتين من غزة عبر الصليب الأحمر

M.Adam

أعلنت إسرائيل الخميس تسلّم جثماني رهينتين كانت تحتجزهما حماس عبر اللجنة  الدولية للصليب الأحمر وذلك في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع المدمر.

وجاء التسليم بعد عدة ساعات من تشييع بقايا رفات رهينة إسرائيلي تسبب في إثارة اتهامات إسرائيلية لحماس بخرق الاتفاق، وتنفيذ جيشها سلسلة من الغارات على قطاع غزة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت في وقت سابق الخميس عزمها تسليم رفات الرهينتين.

وسبق أن سلّمت حماس جثامين 15 رهينة من أصل 28 جثمانا لرهائن قضوا خلال الحرب، وذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر ودخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “تسلّمت إسرائيل، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثماني رهينتين أُعيدا إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) داخل قطاع غزة”، مشيرا الى أنهما سينقلان الى مركز للطب الشرعي “وبعد استكمال عملية التعرّف على الهوية سيتم إبلاغ عائلتيهما رسميا”.

ويأتي ذلك غداة شنّ الجيش الإسرائيلي غارة قال إنها استهدفت مستودعا للأسلحة في شمال القطاع، على رغم إعلانه إعادة العمل بوقف إطلاق النار في القطاع عقب سلسلة ضربات نفذها بعد اتهامه حماس بانتهاك الاتفاق.

وأسفرت ضربة الأربعاء عن مقتل شخصين، بحسب ما أفاد الدفاع المدني.

وأظهرت لقطات وكالة فرانس برس مركبتين للجنة الدولية للصليب الأحمر في دير البلح وهما متوجهتان لتسلم جثماني الرهينتين.

  • “للمرة الثالثة” –

ليل الاثنين، أعلنت الحركة تسليم الجثمان السادس عشر من أصل 28 رهينة متوفين لا يزالون في القطاع المدمر.

إلا أن إسرائيل أعلنت الثلاثاء أن أجزاء من الرفات تعود إلى الرهينة أوفير تسرفاتي الذي سبق أن استعاد جيشها جثمانه من القطاع، وتزامن ذلك أيضا مع مقتل جندي إسرائيلي.

واتهمت إسرائيل حركة حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي الجيش بشنّ “غارات قوية” على القطاع، وهدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس من جهته، حماس بأنها ستدفع “ثمنا باهظا”.

وأسفرت الضربات عن مقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص بينهم 46 طفلا، بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة.

وكانت هذه الحصيلة الأعلى منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

ونفت حركة حماس الاتهامات الإسرائيلية وأكدت أن تحديد مكان الجثامين معقد وصعب بسبب الدمار اللاحق بالقطاع جراء الحرب، موضحة أن تحديد مكان الجثامين المدفونة تحت أنقاض غزة يتطلب وقتا، وإن ليس لديها المعدات اللازمة للبحث عن الرفات.

الخميس، شيّعت عائلة الرهينة أوفير تسرفاتي بقايا جثمانه للمرة الثالثة، إذ سبق أن استرجعت أجزاء من جثته في كانون الأول/ديسمبر 2023، وفي آذار/مارس 2024 تم استرجاع أجزاء أخرى.

وقالت والدته ريشيل تسرفاتي في مقبرة كريات آتا قرب حيفا حيث أقيمت الجنازة “”مرة أخرى، عليّ أن أودّعك. للمرة الثالثة. المرة الثالثة، أوفير. لا يوجد ألم في هذا العالم يقارن بمثل هذا”.

وكان أوفير يبلغ 27 عاما عندما شنت حماس هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، واختطف من مهرجان نوفا الموسيقي على يد مسلحين فلسطينيين ونُقل إلى غزة، وهو من بين 250 رهينة آخرين اختُطفوا في جنوب إسرائيل.

وأفرجت حركة حماس عن معظمهم أو اُنقذوا أو استُعيدت جثامينهم قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وبموجب الاتفاق ذاته، سلّمت حماس 20 رهينة أحياء وبالمقابل أطلقت إسرائيل سراح حوالى ألفي معتقل فلسطيني.

وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس عن مقتل ما لا يقل عن 68643 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

  • تجنيد اليهود المتشددين –

في القدس، تجمّع الخميس آلاف من اليهود المتشددين (الحريديم) احتجاجا على التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي، وهي قضية ضاغطة على الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة نتانياهو.

بموجب ترتيب يعود إلى إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تمتع اليهود المتشددون بإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، شرط أن يكرّسوا أنفسهم لدرس النصوص اليهودية في المدارس الدينية.

وبات هذا الاعفاء موضع انتقاد متزايد منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في ظل مواجهة المؤسسة العسكرية صعوبات في التجنيد للقتال.

وخرج المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجا على عدم سنّ قانون يضمن لهم حقّ الإعفاء من الخدمة العسكرية.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن الآلاف من الحريديم الذين اعتمروا القبعات وارتدوا الملابس السوداء، أحرقوا قطعا من القماش، فيما أغلق مئات من عناصر الشرطة طرقا في أنحاء المدينة.

واعتلى المتظاهرون أسطح المباني ومحطات الوقود والجسور الحديد والشرفات لمشاهدة جموع المحتجين من الأعلى، بينما حلّقت مروحية فوق الموقع أثناء تجمّع البعض لأداء صلوات جماعية.

وقال أبراهام (27 عاما)، وهو طالب في مدرسة دينية بالقدس لفرانس برس إنّ الهدف هو الحفاظ على أسلوب الحياة وفقا للتوراة.

وأضاف “نحن لا نرفض الجيش لأننا أنانيون، بل لأننا نحاول الحفاظ على أنفسنا، على ما تأمرنا به التوراة وما يوصي به الحاخامات”.

يشكل الحريديم 14% من سكان إسرائيل اليهود، أي نحو 1,3 مليون نسمة، بينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية يتمتعون حاليا بالإعفاء من الخدمة.

وبحسب تقرير للجيش قُدّم للكنيست في أيلول/سبتمبر، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عدد الحريديم الملتحقين بالجيش، إلا أن العدد لا يزال يُعدّ منخفضة نسبيا، اذ لم يتجاوز بضع مئات خلال العامين الماضيين.

شارك هذه المقالة