Times of Egypt

إدمان الهيروين الرقمي  

M.Adam
مودي حكيم  

مودي حكيم  

قرار حكيم، اتخذته حكومة أستراليا.. بفرض الحذر على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون الستة عشر عاماً، بعد أن طالب رئيس وزرائها بوضع حد للإضرار بأطفال القارة.. من منصات مثل إنستجرام وفيسبوك وتيك توك وإكس. ورغم صرامة النهج الذي تبنته أستراليا، فقد تحركت دول أخرى في نفس الاتجاه، فقد شن رئيس وزراء النرويج حملة أقوى.. ضد شركات التكنولوجيا التي تعمل على تحقيق الربح، وتتلاعب بعقول الأطفال الصغار؛ وأعلن أن بلاده بصدد فرض قانون، يحظر استخدام وسائل التواصل للأطفال دون 15 عاماً. 

نيكولاس كارداراس – خبير الإدمان، والمستشار الطبي، والطبيب النفسي الرائد في الولايات المتحدة – نُشر له كتاب تحت عنوان Glow kids، تناول فيه إدمان الأطفال للشاشات من خلال العديد من الأبحاث السريرية، واعتبره «اختطافاً لأطفالنا»، كما يقول: «إن وقت الشاشة هو الهيروين الرقمي للأطفال؛ خاصة لمن هم دون العاشرة، ويتهمني البعض بإثارة الذعر من خلال مقارنة المواد المسببة للإدمان، مثل التبغ والمواد المخدرة، لكنني عالجت مرضى يعانون من مشاكل جوهرية، ويمكنني أن أقول لكم إنه من الأصعب علاج شخص يعاني من إدمان المخدرات الرقمية (Digital Drugs)، مقارنة بالمواد المخدرة غير المشروعة، فالشاشات موجودة في كل مكان، والأطفال معرضون للخطر بشكل كبير من الشاشات، لأن القشرة قبل الجبهية – مركز شخصيتنا – لا يكتمل نموها إلا عند سن 25 ». 

إن منصات الإنترنت الجذابة.. تُفقد المتابع الإحساس بالوقت، وهناك طفل من كل 10 أطفال يشاهد هذه المواد، وغالباً ما تسبب سلوكاً إدمانياً، مما يؤدي – على المدى البعيد – إلى خلل في القشرة المخية.. المسؤولة عن التحكم في الأمور العاطفية؛ مثل الأخلاق والتعاطف، والقدرة على اتخاذ القرارات والتشتت الذهني. ورغم أن بعض هذه الوسائل توفر فرصاً للتواصل والتعلم والإبداع، فإن المخاطر غالباً ما تفوق الفوائد عندما يتعلق الأمر بالمستخدمين الصغار؛ من ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، والشعور بالوحدة، والانفصال عن الأسرة، وبالتالي اضطرابات النوم والعزلة، والتعرض للعنف والمواد الجريئة، والمقارنة بالمؤثرين، مما يؤدي لعدم الرضا، وتفاقم مشاعر انعدام الأمان وانخفاض احترام الذات. 

التشتيت عن الدراسة.. يجذب انتباههم؛ مما يؤدي هذا إلى ضعف الأداء الأكاديمي ونقص التركيز، والتصورات المشوهة للواقع. فمن خلال خدمة الإنترنت مع سماعات للأذن.. يستمع من خلالها إلى ملفات صوتية، تبث أمواجاً صوتية مختلفة التردد.. في الأذنين، تحتوي على نغمات يستمع لها الشخص.. على موجات تتلاعب بكهرباء المخ، وتجعله في حالة من الخدر.. تشبه تعاطي المخدرات الحقيقية، مما يؤدي لحدوث اضطراب في وظائف الدماغ، يتسبب في إفراز هرمون «الدوبامين» (هرمون السعادة)، بينما تسبب العصابية إفراز هرمون «الأدرينالين» و«النورأدرينالين».. وهو (هرمون الانقباض والخوف وتوقع المخاطر). إن إفراز هرمونين فى وقت واحد، قد يسبب تسمماً دموياً وصدمة عصبية. 

إنه نوع من الإدمان الخفي، يتعاطاه المراهق في خصوصية بغرفته. وقد أكد علماء من جامعة جورجيا بالولايات المتحدة.. خطورة وجود الهاتف الذكي مع الأطفال في عمر مبكر. لقد وصل آباء وأمهات العالم والمربون.. لمرحلة يصعب معها وضع حدود وقواعد واضحة، حول تحديد الوقت المسموح به للأبناء.. لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح لزاماً أن تتخذ الدولة قراراً بمنع الأطفال والنشء.. من استخدام الهاتف المحمول وما شابهه. 

نقلاً عن «المصري اليوم» 

شارك هذه المقالة