وصفت منظمة AirWars، التي ترصد الخسائر المدنية في الصراعات الحديثة، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها “الصراع الأكثر تدميرًا وفتكًا” الذي وثقته حتى الآن.
تقرير يكشف حجم الدمار
وفقًا لما نقلته صحيفة واشنطن بوست، أصدرت المنظمة تقريرًا حديثًا حلل بالتفصيل الأيام الـ25 الأولى من الحرب في أكتوبر 2023. وأشار التقرير إلى أن الأضرار المدنية في تلك الفترة “تفوق أي صراع آخر” تابعته المنظمة، بما في ذلك حملات القصف المكثفة التي قادتها الولايات المتحدة على مدينتي الموصل والرقة أثناء محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
إحصاءات صادمة
في أكتوبر 2023 وحده، سجلت المنظمة استشهاد 5139 مدنيًا نتيجة الغارات الإسرائيلية، من بينهم 1900 طفل. وأكد التقرير أن هذا العدد يزيد بنحو سبعة أضعاف عن حصيلة القتلى الشهرية من الأطفال في أي صراع آخر وثقته المنظمة.
وأوضحت AirWars أنها درست 606 حوادث استهدفت المدنيين خلال شهر أكتوبر، وأظهرت التحقيقات أن 26 حادثة فقط منها تضمنت أدلة على وجود مسلح فلسطيني واحد على الأقل بين القتلى. أما العدد الإجمالي للحوادث التي وثقتها المنظمة خلال هذا الشهر فبلغ أكثر من 7000 حادثة، ما يجعل هذه الحوادث أقل من عُشر مجمل الهجمات.
وصفت المنظمة الحرب على غزة بأنها “لا تقارن بأي حملة جوية أخرى” في العصر الحديث، مؤكدة أن كثافة العمليات العسكرية وحجم الدمار يفوق أي صراع تابعته.
نهج دقيق في التوثيق
تشتهر منظمة AirWars بدقتها في توثيق الحوادث المدنية. وكانت تقاريرها السابقة سببًا في فتح أكثر من 70% من التحقيقات التي أجراها البنتاجون حول الضحايا المدنيين خلال الحملة الجوية الأمريكية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وفي حالة غزة، استغرقت المنظمة شهورًا لفحص البيانات المفتوحة المصدر، بما في ذلك أرقام الهوية الوطنية الفلسطينية للضحايا، منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، التقارير الإخبارية، وغيرها من المعلومات. وتمكنت من بناء قاعدة بيانات تفصيلية لكل حادثة استهدفت المدنيين خلال شهر أكتوبر 2023. وبينما يتوفر التقرير الخاص بهذا الشهر، تواصل المنظمة العمل على جمع البيانات وتحليلها للأشهر التالية من الحرب.