عبدالقادر شهيب
ليست هذه هي المرة الأولى.. التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مدينة غزة لتسيطر عليها.
حدث ذلك أكثر من مرة.. على مدار نحو عامين؛ دمرت فيها أبنية كثيرة، ومارست فيها القتل الجماعي والتجويع الممنهج.. لمن تمسكوا بالبقاء في شمال القطاع..
كما أنها ليست المرة الأولى أيضًا، التي تجبر فيها سكانها على النزوح إلى جنوب القطاع.
حدث ذلك أيضًا من قبل، وعاد أغلبهم إليها مع بدء هدنة يناير، وبشكل أذهل الإسرائيليين أنفسهم..
لكن هذه المرة – وبعد أن حصل نتنياهو على موافقة ترامب – فإن عملية الاقتحام مختلفة عن المرات السابقة.. التي تم فيها اقتحام واحتلال مدينة غزة؛ لأن نتنياهو الآن لا يريد فقط تصفية حماس عسكريًا وإداريًا في القطاع، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، إنما هو يستهدف دفع نصف أهل القطاع على الأقل.. إلى اقتحام الحدود المصرية واللجوء إلى سيناء، وذلك لعدم نجاح محاولات تهجيرهم إلى دول عربية وأفريقية.. رغم الإغراءات التي قدمت لها!
ولذلك، ولأن مصر تعرف.. أنه لولا موافقة ترامب على جريمة نتنياهو الجديدة، لما بدأ تنفيذ منذ أيام.. خطة السيطرة على مدينة غزة ،وإخلائها من سكانها.. الذين يقترب عددهم من المليون، فقد بعثت مصر برسالة إلى ترامب – عبر قنوات متعددة – مفادها أنها لن تسمح بتهجير فلسطيني واحد إلى سيناء، وأن ما يفعله نتنياهو الآن في غزة إنما هو تهديد للسلام في المنطقة، وستكون له عواقبه الخطيرة جدًا.
وهذه الرسالة تطالب ترامب، بأن يسحب موافقته لنتنياهو.. على تنفيذ أخطر فصول مؤامرة تهجير أهل غزة، ويأمره بقبول صفقة الهدنة الجاهزة – التي تهرَّب من الرد على الوسطاء بشأنها – بعد موافقة حماس عليها.
وبهذا المعنى، فإننا مقبلون على أيام خطيرة، لا يقلل من خطورتها.. الأنباء التي تتحدث عن استئناف مفاوضات الهدنة في قطر هذا الأسبوع، وذلك لأن التنفيذ العملي لتهجير أهل غزة قد بدأ بالفعل؛ بحصار مدينة غزة.. تمهيدًا لاقتحامها وإخلائها من سكانها؛ بل إن نزوح الآلاف من سكانها بدأ بالفعل.. تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي لقوات الاحتلال عليها.
وفي هذه الأيام الخطيرة، مطلوب يقظة وتماسك وحذر، وسعي متواصل لإحباط مؤامرة التهجير.
نقلاً عن «فيتو«